علماء من عصرنا

الشيخ المفسر الدكتور قاسم القثردي

الشيخ المفسر الدكتور قاسم القثردي

نبذة عن حياته:

الاسم: الشيخ قاسم بن أحمد بن عبد الله القثردي                                                                                        الولادة:                                                                                                                                               المهنة: أستاذ القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك خالد، ورئيس جمعية ترتيل لتحفيظ القرآن الكريم.
النشأة: نشأ في بيئة علمية، حيث شغف بعلم الشرع منذ صغره.
الدراسة: درس في المعهد العلمي بنجران ثم في جامعة الإمام بالرياض، حيث حصل على درجة الدكتوراه.

مسيرته التعليمية:

تميز بكونه داعية ومعلماً للخير، حيث كان له دور كبير في نشر العلم وتعليمه.
كان يُعرف بتواضعه وأخلاقه العالية، وكان يحظى بمحبة واحترام طلابه.

الاعتقال والمحاكمة

تاريخ الاعتقال: يوليو 2021، بسبب حضوره ديوانية  فكرية عام 2013 للشيخ عوض القرني .
التهم: حيازة كتاب ” حتى لاتكون فتنة ” للقصيبي ، والإخلال بالنظام العام.
الحكم: سُجن لمدة 8 سنوات.

الظروف الصحية والوفاة:

تعرض لمعاملة قاسية داخل السجن، وتدهورت حالته الصحية.
توفي في 29 شوال 1446 هـ (27 أبريل 2025) أثناء الصلاة في سجن مباحث أبها، حيث أثارث وفاته  العديد من التساؤلات .

التأثير والذكرى:

يُعتبر الشيخ قاسم القثردي رمزًا للعلم والتسامح، وقد أثار وفاته العديد من التساؤلات حول حقوق الإنسان وظروف الاعتقال في المملكة.
العديد من المنظمات الحقوقية أدانت الحكم الصادر ضده واعتبرت ذلك استهدافًا لحرية الفكر.

التعازي والمواساة:

تمت إقامة التعازي لأسرته ومحبيه، حيث عبر الكثيرون عن حزنهم لفقدان شخصية علمية بارزة.

كتب عنه الدكتور سعيد الغامدي :

نشأ مُجدّاً عصامياً وعاش من فتوّته في طاعة وخير، وأمضى حياته داعياً ومعلماً للخير مسالماً محَبّباً عند من عرفه،بسّاماً، ومن أوسط قومه ‫#رجال_ألمع‬ نسباً وحسباً،شغُفَ بعلم الشرع وبالنصح مناوئاً للغلو والشطط مستمسكاً بالسنة.
رحل إلى نجران للدراسة في المعهد العلمي على بعد الشُقّة وعِظَم المشقة،وحياة الشظف.
ثم بعد تخرجه ارتحل إلى الرياض للدراسة في جامعة الإمام وفيها تخرج وتخصص في القرآن وعلومه حتى حصل على درجة الدكتوراه ثم انتقل إلى فرع الجامعة في أبها فنهل طلاب كلية الشريعة وأصول الدين من علمه واستفادوا من توجيهه ولطفه وسمته؛ فلم يكن رحمه الله ممن جعل الوظيفة غايته كما هو حال آخرين !
بل كان من خيرة مَن شابت لحاهم في نشر العلم وتعليمه.مع سمت حسن وقدوة في الخلق والأدب والتواضع والصبر والتؤدة، والدعوة إلى الله على بصيرة.

وعندما كنت وكيلاً لكلية الشريعة كان الطلاب المجدّون يطلبون نوعيّة من الأساتذة الذين يجدون فيهم روح العلم وجودة الفهم وحسن السمت،وربما يشعرون منهم صدق التوجّه ونبل المقصد،وكان الفقيد رحمه الله من هؤلاء النبلاء الغرباء في زمنٍ أصبح التكسب فيه بعلوم الشرع شائعاً والحرص على الوظيفة وألقاب التفخيم ذائعاً.
وأيضاً لقد كان هؤلاء الطلبة المحتسبون في طلبهم للعلم قلة بين جموعٍ غفيرة جاءوا لطلب شهادات تبلّغهم الوظائف، وبعضهم لم يأتِ إلا لأنه لايُقبل في كليات أخرى..فكان هؤلاء القلة هم الذهب المصفّى بين أكوام معادنٍ صدئة، وكان حرصهم على انتقاء أساتذتهم لأنهم يرونهم كالألماس بين ركام حجارة وفحم! ومن سبر خبر هؤلاء وهؤلاء وجد أن السرّ في صفاء القصد، وهذا أمر خفيّ لا يُعلم؛ لولا أنّ الله ﷻ جعل البغض والمحبة النازلة في قلوب الخلق بلهَ الأخيار منهم مؤشرات على ما هنالك في الملاء الكريم من قبول أو ردّ.
نعم كان هناك من يحاول أن يبرئ ذمته بالحضور والتدريس لكنه قد يفتقد روح المربّي الناصح الشفيق..ويُعوزه حرص الاستاذ النبيه الرفيق الذي يهتمّ بأن يكون في التلقي منه إثراءً للعقل وتطويراً للفهم، وتهذيباً للنفس، وتعميقاً لحب العلم وأهله.
كان الشيخ قاسم رحمه الله إلى جانب تعليمه الجامعي له إسهاماته في المحاضرات والندوات العامة والخطب والمواعظ.
وهو في كل ذلك جانح إلى اللطف بعيد عن ما يسميه النظام إثارة !
وكان يستجيب لدعوة من يدعوه للقاء علمي أو ثقافي أو أدبي حرصاً منه على الاستفادة والإفادة.
وفي عام 1434هـ 2013دُعي الشيخ قاسم القثردي رحمه الله إلى ندوة في منزل الشيخ عوض القرني فك الله أسره.
وهي ندوةٌ مصرّحٌ لها،ومعلنةٌ للجميع،
ولم يكن يخطر في بال أحد أن حضوره هذا سيكون سببا في اعتقاله بعد تسع سنوات
وهو شيخ قد شارف السبعين من عمره.
ثم لم يكتفوا بذلك بل كالوا له من التهم ما لا يقوله عاقل !
ومن ذلك أنهم وجدوا في مكتبته كتاب حتى لا تكون فتنة للوزير والسفير غازي القصيبي..وهو رجل دولة معروف.. وكتابه هذا موافق لاتجاه الدولة ضد الصحوة الإسلامية،تناول فيه المؤلف قضية ما سمّاه التطرف الديني، وتحدث عن شخصيات معينة كالشيخين النبيلين المعتقلين ناصر العمر وسلمان العودة.
وبعد جلسات عديدة فيما أسموه محكمة مختصة بالارهاب ! يتعرض المعتقل فيها إلى أضرار حسية ومعنوية؛ وذلك بنقله مصفداً مقيداً إلى الرياض ثم المحكمة!
بعد هذه الجلسات حكم عليه القضاء الأمني المسيّس بالسجن 8 سنوات !
فلم يرحموا كبر سنّه ولا مجانبته للأمور السياسية ولا مسالمته التي يعرفها كل من حوله..ولا حسن سمعته؛ فأرزحوه بقيد السجّان والإهمال الطبي المتعمدحتى رحل مظلوماً،مرحوماً إن شاء الله.
وكان ذلك في 29 شوال1446
الموافق 27/ 4 /2025
وكان في السجن قد تكاثرت عليه الأمراض بسبب السجن والقهر والظلم فسقط قبل وفاته بيوم وسالت دماؤه فلم يكترث السجانون به،وفي اليوم التالي
وافاه الأجل وهو يصلي الظهر في سجن مباحث ‫#أبها‬ سيئ السمعة.
وكانت سلطات الظلم قد أبقته معتقلاً برغم سوء حالته الصحية، وعلمها بذلك.كحال زميله د.رشيد الألمعي الذي ما زال يعاني المرض والسجن معاً.

إن قصة الشيخ قاسم مؤلمة دامية تحوي لوحدها أدلة دامغة على حجم الجور النازل على عموم الناس وعلى الأخيار خاصة في ‫#بلدي_المنكوب‬
وقد ينافح أجير أو معلول ضمير أو جاهل عن حالة نظامٍ أصبح معروفاً بتعمده القمع والترهيب والإفساد
وقد يتذرّع بعضهم بوجوب الحكمة في التعامل مع وباء الدولة !
وها أنتم ترون مصير الشيخ قاسم الذي كان من ألطف الدعاة،ولا تكاد تسمع له صوتاً إلا في محاضرة أو دعوة عامة”مصرح لها” وكان مسالماً طول عمره وليس لديه مواقع تواصل ولم يتحدث يوماً في السياسة وكان عضواً في لجنة المصالحة في عسير التي تتبع الدخلية.
كل سلميته هذه لم تشفع له عند نظام غاشم لا يرقب في عالم أو داعية حقاً ولا ذمة.

وفي الأخير تظل قصة الشيخ قاسم القثردي مثالًا مؤلمًا على معاناة العلماء والمفكرين في مجتمعات تعاني من قمع الحريات.

إقرأ أيضا:http://الشيخ :أبو إسحاق الحويني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى