
برعاية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، انطلقت صباح اليوم في مدينة إسطنبول – تركيا فعاليات المؤتمر الدولي “عبد المجيد الزنداني.. تراثه وفكره”، والذي يستمر على مدى يومين، من 15 إلى 16 نوفمبر 2025، تخليدًا لسيرة أحد أبرز علماء العصر الحديث، وإحياءً لفكره الدعوي والعلمي الذي ترك بصماته في مسيرة الأمة الإسلامية.
استُهل حفل الافتتاح بتلاوةٍ عطرةٍ من القرآن الكريم، أعقبها كلمة الدكتور علي بن العجري العشي، مدير المؤتمر، الذي رحّب بالمشاركين والضيوف، مؤكدًا أن المؤتمر يأتي وفاءً لعالمٍ حمل همَّ الدعوة والعلم والإصلاح، وساهم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي.
وألقى الدكتور محمد بن عبد المجيد الزنداني، ممثل أسرة الشيخ، كلمةً عبّر فيها عن شكر الأسرة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تنظيم المؤتمر، معتبرًا أنه وفاءٌ لعالمٍ ترك أثرًا في قلوب العلماء والباحثين وطلابه حول العالم، مستعرضًا جانبًا من حياته ومسيرته الدعوية والعلمية الحافلة.
من جانبه، قدّم الشيخ فضل مراد، الأمين العام المساعد للاتحاد وممثل تلامذة الشيخ، مداخلةً حول أبرز الملامح الفكرية والعلمية للعلامة الزنداني، مؤكدًا أنه كان نموذجًا فريدًا في الجمع بين نصوص الوحي ومعطيات العلم الحديث، داعيًا إلى مواصلة البحث في فكره لتجديد منهج الدعوة في العصر الراهن.
كما ألقى الشيخ صافي أربغوش، رئيس الشؤون الدينية التركية، كلمةً رحّب فيها بالضيوف باسم تركيا، مشيدًا بانعقاد هذا المؤتمر في إسطنبول، ومؤكدًا أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسّة إلى استلهام فكر العلماء الربانيين الذين جمعوا بين العلم والعمل.
وفي كلمةٍ ألقاها الشيخ مجيب الرحمن، رئيس رابطة علماء المسلمين في الهند، أشار إلى مكانة الشيخ الزنداني في العالم الإسلامي، ودوره البارز في ترسيخ القيم الإسلامية والهوية الإيمانية، مؤكدًا أن سيرته ستظلّ نبراسًا للأجيال القادمة.
وشهد الحفل عرض الفيلم الوثائقي «مسيرة الشيخ الزنداني»، الذي استعرض أبرز محطات حياته العلمية والدعوية، ودوره في تأسيس المؤسسات التعليمية والبحثية، وسعيه المتواصل لربط الإيمان بالعلم والدعوة بالواقع.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى الشيخ الدكتور علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المؤتمر، كلمةً عبّر فيها عن فخره بانطلاق المؤتمر تكريمًا لعالمٍ جليلٍ خدم الإسلام علمًا ودعوةً، مؤكدًا أن الشيخ الزنداني ترك تراثًا فكريًا عظيمًا يجب حفظه وتطويره، وأن هذا المؤتمر يأتي ضمن رؤية الاتحاد في الوفاء لعلماء الأمة وتعزيز التواصل العلمي والفكري بين العلماء والباحثين.
يُذكر أن المؤتمر يضم ثمانية محاور علمية رئيسية تتناول الجوانب الفكرية والعلمية والدعوية في تراث الشيخ عبد المجيد الزنداني، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف الدول الإسلامية، في خطوة تهدف إلى توثيق إرثه العلمي وإحياء فكره الدعوي المتجدد.



