يعزي منتدى العلماء الأمة الإسلامية وأهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة في استشهاد الدكتور مرسي جمال سلمان (أبو أحمد)، مدير أوقاف شمال غزة ومدير قطاع التعليم الشرعي في ائتلاف مآذن لإعمار المؤسسات الدينية، الذي ارتقى إلى ربه متأثراً بإصابته خلال العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.
لقد كان الشهيد مرسي أبو أحمد مثالاً حياً على العلماء العاملين والمرابطين؛ فقد كرّس حياته في خدمة دينه وأمته. وعُرف بجهوده الكبيرة في العمل الدعوي والإغاثي، وأسهم في عشرات المشاريع العلمية والخيرية، من إعمار المصليات ودعم الدعاة وطلاب العلم، إلى رعاية أسر الشهداء وإغاثة المحتاجين والمنكوبين. وكان من أبرز الوجوه العلمية التي جمعت بين الفكر المستنير والعمل الميداني المباشر.
ورغم إصابته قبل نحو عام وتنقله على كرسي متحرك، لم يتوقف عن عمله الدعوي والإنساني، بل ظل يجوب المخيمات ومراكز الإيواء، يواسي الأرامل واليتامى، ويقف مع الجرحى والمتضررين، رافعاً الهمة في النفوس، مثبتاً القلوب على الصبر والثبات، حتى ختم الله له بالشهادة في سبيله.
إن استشهاد الدكتور مرسي جمال سلمان، بما حمله من سيرة عطرة وعمل مبارك، هو شاهد على عظمة العلماء العاملين الذين يربطون القول بالفعل، ويقفون في الصفوف الأولى مع أمتهم في ميادين الصبر والجهاد، ليكونوا قدوة للأجيال وحملةً لراية الدين.
وإن منتدى العلماء إذ يعزي الأمة الإسلامية بهذا المصاب الجلل، ليدعو الله تعالى أن يتقبله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، مؤكداً أن دماء العلماء في غزة هي جزء من ثمن عظيم تدفعه الأمة على طريق التحرير، وأنها ستبقى منارات هدى وتضحية للأجيال القادمة.
