
وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ
بقلم د.حسن السلهاب( خاص بالمنتدى)
استوقفتني تلك الآية، وقلت: عن ماذا سوف يسألني ربي؟ عن صلاتي، أم زكاتي، أم الحج؟ أم عن أي شيء؟ فوجدت الإجابة في هذا التفسير:
وقوله: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) أي: قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا كما قال الضحاك، عن ابن عباس: يعني احبسوهم أنهم محاسبون. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا النفيلي ، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا يحدث عن بشر، عن أنس بن مالك [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفا معه إلى يوم القيامة، لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلا “، ثم قرأ: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ). ورواه الترمذي، من حديث ليث بن أبي سليم. ورواه ابن جرير، عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر، عن ليث، عن رجل، عن أنس مرفوعا.
لكن أيضا (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) عن أطفال غزة، ونساء غزة وشيوخ في غزة، (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) لأنهم لم يحركوا ساكنا، لأنهم لم يقوموا بالواجب كما ينبغي، حال لسان أهل غزة يقول:
يارب، كنا نموت من الجوع، ونتألم من قسوة البرد، ولا نجد ما نستظل به من حرارة الشمس، ولنا أطفال ماتوا لم نجد ما نكفنهم فيه. ماتوا من الجوع ومن القصف، يارب، بيوتنا هدمت والمستشفيات دمرت، والدواء لم نجده، والعمليات الجراحية مثل: البتر وغيرها بأدوات بدائية وبدون أي مُخدر، وصار الألم يحوطنا من كل جانب، والأمة العربية والإسلامية ساعدوا في قتلنا بأبشع صور القتل يارب (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)، لا تدخلهم الجنة حتى تسألهم لماذا لم يهبوا إلى نجدتنا، ولم يقدموا يد العون لنا، فقط خافوا على أنفسهم واولادهم وتركونا لعدو لا يرقب فينا إلا ولا ذمة. يارب، لا تجعلهم يجتازون حتى تسألهم: لماذا هان عليكم إخوانكم وأخواتكم في غزة؟ لماذا لم تفعلوا شيئا من أجلهم؟
تخيلوا المرأة التي وقفت وقالت (لا تشفع لهم يا رسول الله) ماذا ستقول لرسول الله حين يسألك ماذا فعلت لتلك المرأة، أما تدري أن شكوها عندي!
هل فعلا سيكون لدينا جوابا كافيا شافيا للرد على من رفعوا شكواهم إلى الله؟
يا إخواني، إنه التنبيه لكل مسلم أن يستدرك قبل فوات الأوان، قبل ألا ينفع مال ولا بنون، قبل أن نقول “يا ليتيني قدمت) افعلوا شيئا يكون فيه إعذار أمام الله ورسوله.
اللهم قلت حيلتي، ولا حول ولا قوة إلا بك، فاللهم ارزقنا عملا صالحا يرضيك عنا ويكون في نصر لإخواننا في غزة.
إقرأ أيضا: تأملات في فقه النصر والتمكين (٦)