
(تذكير اليائسين بأنّ المستقبل لهذا الدّين)! (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
الحمد للّه تعالی في البداية والنّهاية والصّلاة والسّلام علی رسولنا محمّد المبعوث بالعناية للهداية ورضي اللّه عن الصّحابة أجمعين وعن التّابعين وتابعيهم بإحسان إلی يوم الدّين.. وبعد: فيقول اللّه في الذّكر الحكيم: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ﴾ أي: سبق قضاء اللّه المليك المقتدر عزّ وجلّ الذي له وحده الخلق والأمر لعباد اللّه من المرسلين وكلّ من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين أنّ لهم الغلبة والتّمكين والفتح المبين والنّصر العظيم على أعدائهم من الكافرين تارة بقوّة السّلطان والسّنان وتارة بالحجّة والبيان!
ومن المعلوم أيّها الإخوة المباركون أنّ جند ربّ العالمين من المجاهدين هم الغالبون لأعدائهم المجرمين في أيّ مكان وحين وفي أيّ مقام ومجال باعتبار حسن العاقبة والمآل وهذه بشارة عظيمة من المولی الكبير المتعال لعباده النّشامى خيرة الرّجال والدّعاة الصّادقين الصّالحين المصلحين الميامين الأبطال بأنّ من كانت أحواله مستقيمة وسعی لتكون كلمة اللّه هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السّفلى وليس لغرض دنيويّ أو الحصول على الغنيمة فإنّه غالب منصور وسعيه مبرور مشكور من ربّ رحيم غفور ﷻ والحقّ يقال معشر المؤمنين من الرّجال: إنّ هذا الوعد الصّادق بالنّصر والتّمكين لا يتعارض مع هزيمتهم أحيانًا كما حدث في موقعة أحد حين نزل الرّماة عن أشهر الجبال: لأنّ هذه الهزيمة المادّيّة من أنواع التّمحيص أو الابتلاء الذي قدّره وقضاه ربّ الأرض والسّماء كي يتميّز قويّ الإِيمان من غيره من الجبناء! ولا جرم أيّها الإخوة الفضلاء: أنّ النّصر في نهاية المطاف للعباد المؤمنين الصّادقين الصّابرين المصابرين المخلصين المتّقين وَالتّاريخ أكبر شاهد على ذلك معشر المسلمين فقد فتحت مكّة المكرّمة ودخل العرب أجمعين في هذا الدّين بعد أن جاهد الصّادق الأمين ﷺ هو والصّحابة الميامين رضي اللّه عنهم أجمعين وانتصروا على أعداء اللّه الكافرين! قال الإمام ابن عاشور في تفسير قوله تعالی: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾: (إنّ في هذه الآية الكريمة بشارة للمؤمنين فإنّ المؤمنين جند اللّه أي أنصاره لأنّهم نصروا دينه وتلقّوا كلامه كما سمّوا بحزب اللّه في قول اللّه تعالی: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وقوله: ﴿لهُمُ الغالِبُونَ﴾ يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحِجاج وفي ملاحم القتال في الدّنيا وعلوّهم عليهم في الآخرة كما قال تعالی: ﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ إنّ معنى قوله تعالى: ﴿المَنصُورونَ﴾ أي: في أكثر الأحوال باعتبار العاقبة فلا ينافي أنّهم يُغلبون نادرًا ثمّ تكون لهم العاقبة) ويقول ﷺ: {تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ} ومن الجدير بالذّكر أنّ القدس هي عاصمة الخلافة الإسلاميّة -الأخير
إقرأ أيضا:حظر الإخوان المسلمين في الأردن(١٠)