كتاباتكتابات المنتدى

نسمات العشر (3)

نسمات العشر (3)

 

بقلم د. عبد الواحد الخميسي -رحمه الله تعالى- (خاص بالمنتدى)

 

قال تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} [الحج: ٨].

  فبالرغم مِنْ أنَّ مَنْ أنزلت الآية بشأنه معلومٌ, إلا أن الآية وردت بلفظ التبعيض العام «من الناس» أي: بعض الناس, وذلك محافظة على المشاعر من الانكسار, وللدلالة على أن من كان هذا شأنه فهو داخل تحت هذه الدلالة العامة.
ومعنى الآية: أن هذا المجادل في الله إنما هو جاهلٌ, ضالٌّ, كذابٌ, لكن اللفظ القرآني عدل عن هذه الأوصاف السيئة إلى أوصافٍ ضدِّها حَسَنَةٍ مَنْفِيَّةً, فقيل: «بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير» وذلك مراعاةً للشعور الإنساني من الانكسار, ولعل من إذا كان هذا حاله إذا تأمل هذا الكلام, أقلع عن ذلك المسلك السيء الذي هو المجادلة في الله بغير علم ولا هدى ولا مرجعية صادقة.
وهكذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول إذا أراد شكايةَ أمرٍ من شخصٍ مَّا: «ما بال أقوام يقولون كذا … أو يفعلون كذا …».

  إنها لغة القرآن ورسول القرآن أيها الأعزاء الكرام, فهل لنا أن نتخلق بها? دمتم بخير❍

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى