مقالات مختارة

من الفاشر إلى غزة. د. محمد عبدالكريم

بقلم د. محمد عبدالكريم

 مشهد الدم واحد، والمخرج أمريكي .

في الفاشر، كما في غزة، تُزهق الأرواح وتُباد المدن، لا لشيء إلا لأنّ أصحابها قالوا ربنا الله، ورفضوا الخضوع للمشروع الدولي الذي يُقسم المنطقة إلى كانتونات ودويلات تابعة، تتحكم في قرارها المليشيات والسفراء لا الشعوب.

من يقتل في الفاشر؟ الميليشيا المجرمة المعروفة بـ”قوات الدعم السريع”، لكن من يغذيها؟ من يمولها ويُطلق يدها في الإبادة؟ إنّها #الإمارات التي تقدم كل أنواع الدعم العسكري واللوجستي، بضوء أخضر أمريكي صهيوني ، وغطاء سياسي ناعم يُلبس العدوان ثوب “الحل السياسي”، و”الحوار الشامل”.

أمريكا تمارس لعبتها المعتادة: تظهر بمظهر الوسيط، لكنها في الواقع تشارك في الجريمة بصمتها عن جرائم الإمارات، وإصرارها على إبقاء المجرم شريكًا في مصير السودان ضمن “الرباعية”، وكأن دماء السودانيين بلا قيمة. المشهد لا يختلف كثيرًا عن غزة .

أمريكا تدعم إسرائيل بالسلاح، وتؤمن غطاءها السياسي، ثم تتحدث عن “هدنة إنسانية”، تمامًا كما تدعم حميدتي والإمارات، وتدعو إلى “حوار شامل” بينما تُدك الفاشر، وتباد أسر كاملة بلا ذنب.

إنّ جرائم الدعم السريع موثقة في الجنينة، والخرطوم، والجزيرة، وود النورة والسريحة واليوم في الفاشر . ومع ذلك تصرّ أمريكا على التسوية بين دولة شرعية، ومليشيا انقلابيّة متمردة.

لقد آن أن يُقال لمن يتشدقون بحقوق الإنسان في أمريكا وأوروبا : أنتم شركاء في سفك دمنا، لا وسطاء في صراعنا. وأن يعلم المسلمون وشباب الأمة خاصة أن طريق التحرر يمرّ عبر الوعي بعدوهم الحقيقي، لا عبر تسويات تصنعها طاولات السفارات .

وأنّ على الدولة في السودان أنْ تأخذ بكل اسباب القوة المشروعة لردع هذا العدوان، فالله ينصر المظلوم ولو بعد حين .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى