متابعات

مناظرة في الهند تثبت تهافت الإلحاد وتبرز قوة الحجة الإسلامية

شهدت الهند مؤخرًا مناظرة فكرية علنية حول قضية وجود الله، أعادت إلى الواجهة الجدل القديم بين الإيمان والإلحاد، وجمعت بين الشاعر والمفكر الهندي المعروف بمواقفه الإلحادية جاويد اختر، وبين الشيخ الهندي شمائل الندوي، الذي مثّل الرؤية الإسلامية في الدفاع عن عقيدة التوحيد بالحجة العقلية والنقلية.

وقد عُقدت المناظرة بحضور جمهور واسع من المهتمين، ونُقلت عبر منصات رقمية، ما جعلها محل متابعة كبيرة داخل الهند وخارجها. وتمحور النقاش حول سؤال مركزي: هل وجود الله حقيقة عقلية يمكن البرهنة عليها، أم مجرد فكرة ذهنية كما يزعم التيار الإلحادي؟

وخلال المناظرة، طرح جاويد اختر جملة من الاعتراضات الفلسفية المعروفة في الأدبيات الإلحادية، والتي تكررت في كثير من النقاشات المعاصرة، واعتمدت في جوهرها على الشك في الغيب، وحصر المعرفة في الإطار التجريبي، مع ربط الدين – على نحوٍ عام – بالإرث الثقافي والتاريخي أكثر من كونه حقيقة موضوعية.

في المقابل، قدّم الشيخ شمائل الندوي عرضًا متماسكًا للحجة الإسلامية، مبينًا أن الإيمان بوجود الله لا يقوم على العاطفة أو التقليد، بل على أسس عقلية راسخة، من أبرزها:

  • دليل السببية وامتناع التسلسل اللانهائي،

  • ودليل الإتقان والنظام في الكون،

  • ودليل الفطرة الإنسانية التي تتجه بطبيعتها إلى الإيمان بالخالق.

كما أوضح أن الإلحاد، رغم ادعائه العقلانية، يعجز عن تقديم تفسير متماسك لأسئلة الوجود الكبرى، وعلى رأسها: أصل الكون، ومعنى الحياة، ومصدر القيم الأخلاقية، مؤكدًا أن الرؤية الإسلامية تجمع بين العقل والوحي دون تعارض، وتمنح الإنسان تفسيرًا شاملًا للكون والحياة والغاية.

وتناول الشيخ شمائل الندوي كذلك العلاقة بين العلم والدين، مؤكدًا أن المنهج العلمي لا ينفي وجود الله، بل يقف عاجزًا عن الإجابة عن الأسئلة الميتافيزيقية التي لا تقع ضمن نطاق التجربة، وأن توظيف العلم لنفي الخالق هو تجاوز لمنهج العلم نفسه.

وقد عكست المناظرة – بحسب متابعين – ضعف الطرح الإلحادي أمام البناء المنهجي للعقيدة الإسلامية، حيث بدت الاعتراضات المكررة عاجزة عن نقض الأدلة العقلية التي ساقها الطرف الإسلامي، وهو ما أعاد التأكيد على أن الإسلام لا يخشى الحوار الفكري، بل يرحب به، ويمتلك من الأدوات العلمية والمنطقية ما يمكنه من مواجهة الشبهات القديمة والمعاصرة.

وتأتي هذه المناظرة في سياق تصاعد الخطاب الإلحادي في بعض الأوساط الثقافية والإعلامية، مقابل حاجة ملحّة إلى حضور العلماء والدعاة في ساحات النقاش العام، لبيان حقيقة التوحيد، وكشف التناقضات الفكرية التي يقوم عليها الإلحاد الحديث.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى