متابعات

مجزرة الفاشر.. دماء النساء والأطفال تصرخ في وجه الخذلان العربي والإسلامي

مدينة الفاشر

تعيش مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني مأساة إنسانية غير مسبوقة، بعد أن تحولت خلال ال ٤٨ ساعة الماضية إلى ساحة إبادة جماعية ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق السكان المدنيين، في واحدة من أعنف الهجمات منذ اندلاع الصراع في السودان.

ووفق تقديرات منظمات أممية، فقد تجاوز عدد الشهداء خلال ٤٨ ساعة الماضية ٢٠٠٠ شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، نتيجة قصفٍ عشوائيٍ واستهدافٍ مباشرٍ للأحياء السكنية ومخيمات النازحين. كما تعرّضت مستشفيات المدينة ومراكز الإغاثة للتدمير الكامل، وسط انقطاعٍ تامٍ للكهرباء والمياه ونقصٍ حادٍ في الغذاء والدواء.

المدينة التي كانت آخر ملاذٍ للمدنيين الهاربين من جحيم الحرب، أصبحت اليوم منطقة منكوبة ومحاصرة، إذ تواصل القوات المهاجمة عملياتها العسكرية، مانعةً دخول المساعدات الإنسانية وخروج الجرحى، بينما تتحدث إعدامات ميدانية عشوائية تنفذها المليشيات الإجرامية.

وأشارت تقارير حقوقية وإعلامية  إلى أن قوات الدعم السريع ما كانت لتواصل هجماتها بهذا الحجم دون دعمٍ خارجيٍ ولوجستيٍ متواصل، حيث تُوجَّه أصابع الاتهام إلى الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعداتٍ عسكريةٍ مباشرة للميليشيا.

ورغم خطورة ما يحدث، لا يزال الموقف العربي والإسلامي والدولي متراخيًا، إذ لم يوجد تحرك فعلي لوقف المجزرة أو حماية المدنيين، في مشهد لا يختلف كثيرا عن الصمت على جرائم الإبادة في غزة.

من جهتها، عبّر هيئاتٌ علمية وشخصياتٌ علمية دعوية عن استنكارها الشديد لما يجري في الفاشر، مؤكدة أن ما يحدث هو جريمة مروّعة بحق الإنسانية، وأن الواجب على الأمة الإسلامية حكوماتٍ وشعوبًا أن تتحرك لنصرة المظلومين ورفع الظلم عنهم بكل الوسائل الممكنة.

لكن، وبينما ترتفع أصوات العلماء بالتحذير والدعاء، تتواصل موجة الخذلان للمسلمين في دارفور، في ظل غياب أي موقفٍ حازمٍ من الدول الإسلامية، وصمتٍ رسميٍّ يضاعف من معاناة الأبرياء الذين يواجهون الموت وحدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى