مقالات المنتدى

ما يخفيه الجامية. بقلم د. سعيد بن ناصر الغامدي

ما يخفيه الجامية. بقلم د. سعيد بن ناصر الغامدي

ما يخفيه الجامية
بقلم د. سعيد بن ناصر الغامدي

ذكر الإمام ابن حزم في المحلى حكم السلطان إذا بغى على مسلم بظلم فهل يمتنع ولو بالسلاح، وذكر قول ابن سيرين وأيوب في منع ذلك، ثم ذكر رجحان قول من خالفهم واستدل له بحادثة الوهط في الطائف فقال :
(…لَمّا كان بينَ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ وَبيْن عنبَسةَ بنِ أبي سُفيانَ ما كان وتَيسَّرُوا للقِتالِ رَكِبَ خالدُ بنُ العاصِ إلى عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو فوَعَظَهُ، فقال لهُ عبدُ اللّهِ بنُ عَمْرِو بنِ العاص: أما عَلِمْتَ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَال:
«مَنْ قُتِلَ على مالِهِ فهُو شهيد »
قال أبو محمد: فهذا عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بَقِيّةُ الصَّحابةِ وبحَضْرةِ سائرِهِم رضيَ اللهُ عنهُم يُرِيدُ قِتالَ عنبَسةَ بنِ أبي سُفيانَ عامِلَ أخِيهِ معاويةَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ إذْ أمَرَهُ بِقَبْضِ الوَهْطِ، ورَأى عبدُ الله بن عَمْرِو أَنَّ أخْذَهُ منهُ غيرُ واجِبٍ، وما كان معاويةُ رَحِمَهُ الله ليَأخُذَ ظُلْمًا صُراحًا، لكنْ أرادَ ذلك بوَجْهِ تَأوَّلَهُ بلا شَكٍّ، ورَأى عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو أنَّ ذلك ليسَ بحَقِّ ولَبسَ السِّلاحَ للقِتال، ولا مُخالِفَ لهُ في ذلك من الصَّحابةِ رضيَ اللهُ عنهُم.
وهكذا جاءَ عن أبي حَنِيفةَ والشّافعيِّ وأبي سُليمانَ وأصحابِهِم، أنَّ الخارِجةَ على الإمام إذا خَرَجَتْ سُئِلُوا عن خُرُوجِهِم، فإنْ ذَكَرُوا مَظْلَمةً ظُلِمُوها أُنْصِفُوا وإلّا دُعُوا إلى الفَيْئةِ، فإنْ فاؤوا فلا شيءَ عليهم، وإنْ أبوا قُوتِلُوا، ولا نَرَى هذا إلّا قولَ مالكِ أيضًا)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى