
ماذا يحصل بالسودان حاليا ؟ – محاولة للفهم-
1/هي معركة لسيطرة المتمردين من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر التي ستكون آخر مدينة يتم السيطرة عليها في إقليم دارفور ( غرب السودان)
2/ تم محاصرة الفاشر لمدة 18 شهر كامل من المتمردين؛ والذين دخلوها واستباحوها بعد انسحاب الجيش السوداني ؛ وقد توعد قائد الدعم السريع بالمعركة بذبح 2000 واحد ؛ وهو الحاصل عبر مختلف التوثيقات التي وصلت من يومين بشكل وحشي؛ ويتعمدون التوثيق للضغط على مبادرات التفاوض بوساطات دولية.
3/ قوات الدعم السريع بعدما عجزت عن حسم معركتها في العاصمة الخرطوم ؛ اتجهت نحو السيطرة الكلية على إقليم دارفور ؛ ومنه يتكرر نموذج ليبيا في تشكيل حكومتين داخل بلد واحد ؛ ونموذج اليمن في قيام ثلاثة دول داخل دولة واحدة؛ وهذا مخطط غربي واضح في إعادة تقسيم العالم العربي.
4/ دارفور منطقة غنية وثرية بالذهب ومناجم المعادن ومواد الطاقة؛ وهي محل أطماع؛ وتمثل خُمس البلاد؛ والنزاع عليها قديم؛ وقد تم تغذية محاولات انفصالية به سابقا؛ والصراع هناك معقد قَبلِيًا: بين العرب والأفارقة السمر ؛ وبين الغربيين والشماليين؛ وبين مجرم الأمس حميدتي وهو مجرم اليوم.
5/ يرتكب البغاة ( قوات الدعم السريع ) مجازر وحشية في أسلوب نشر التخويف والانتقام والبغي القبلي؛ وقد مارست العصابات سلوكيات الإعدام الميداني والاغتصاب للنساء والبنات ؛ والتعذيب والتجويع .
6/ الدعم السريع يستعين بطيران مسير -تحصل عليه من الخارج- يعيق أي تحرك لقوات الجيش الوطني في نجدة المدن كما يقطع خطوط الإمداد.
7/ عقلاء البلد والتيار الإسلامي وعموم الناس مع الشرعية والسلطة الرسمية وفي دعم الجيش الوطني بصفته مؤسسة وطنية في موقف للدفاع عن مقدرات الدولة ومنع تفكيكها وتقسيمها لصالح الأجنبي .
8/ السودان في هذه الحرب قدم فاتورة إنسانية باهضة : فحسب لجنة الإنقاذ الدولية أن عدد الضحايا جراء الحرب خلال سنتين فقط وصل إلى 150 ألف شخص، وهو رقم أعلى من الحصيلة المعلنة للأمم المتحدة التي تتراوح حول 20 ألف قتيل؛ ناهيك عن 11 مليون نازح ولاجئ في داخل البلاد وخارجها .
9/ خلال دراستي بالسودان في قسم الفقه المقارن بالدراسات العليا ؛ عايشت أحداثا سياسية خطيرة منها حرب هجليج ضد الجنوب ؛ وانفصال المسيحيين والوثنيين؛ ومحاولات انقلابية على السلطة ؛ وهجوم فاشل على العاصمة ؛ لكن السودان بوعي أبنائه تغلب عليها وخرج منتصرا صابرا؛ مع أن هذه الحرب هي أشد محنة عليه ؛ لكننا مع الوجع والحزن فإننا على يقين بأن الغد سيكون أفضل وأن الجرح سيندمل وأن السودان سيعود لخيره إن شاء الله.




