
(في يوم العمّال العالميّ: العمّال بأرض المحشر والمنشر يعانون من القهر والبطالة والفقر)!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
يقول اللّه تعالی: ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ سيحتفل العالم في الأوّل من شهر (أيّار) في كلّ عام (بيوم العمال العالميّ) الذي يصادف هذا اليوم! ومن المعلوم أيّها الإخوة الطّيّبون: أنّ ازدهار كلّ الأجيال متوقّف علی رعاية الموظّفين والعمّال وصدق واللّه من قال: وبضدّها تتميّز الأشياء! لقد كرّم الإسلام العمّال واعترف بحقوقهم بدون إضرابات ولا ثورات! وقد ألزم ديننا الحنيف أرباب العمل بأن يوفّوا للعامل ما يستحقّه من أجور بدون ظلم أو تأخير قال ﷺ: {أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ}! وحذّر النّذير البشير ﷺ من أيّ ظلم للعامل والأجير فقال: {مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} قال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول اللّه؟ قال: {وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ}! لقد حذّرنا هذا الدّين من ظلم العمّال ومن استغلالهم حتّی إن كانوا غير مسلمين قال خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ في الحديث القدسيّ الذي يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: {قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ}! ولا طاقة لأحد أن يحارب مولاه الصّمد! ونوصي في هذا المقام الإخوة الكرام من أرباب العمل في يوم العمّال العالميّ: باحترام العمّال وعدم إرهاقهم ولا مضايقتهم مادّيّا أو معنويّا وقد صدق من قال: (كما تدين تدان)! لنستمع الآن أحبّتي الكرام لوصيّة نبيّنا خير الأنام ﷺ: {مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ}! ويقول الصّادق الأمين ﷺ: {لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لِأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}! وإنّ من صفات العامل في الإسلام إخوتي الكرام: أن يكون قويّا أمينًا وتتحقّق القوّة بأن يكون متخصّصًا بالعمل الذي يسند إليه وقادرًا على القيام به ثمّ أن يكون أمينًا على ما تحت يده قال اللّه ﷻ: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ وللّه درّ القائل: ((النّاسُ للنّاسِ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرٍ : بَعضٌ لبَعضٍ وَإنْ لَمْ يَشعروا خَدَمُ))! ينبغي أن تعلم أخي المسلم في أرض المحشر والمنشر: أنّه لا يوجد في شريعة اللّه العزيز المقتدر سوی عيدين: الأضحی والفطر! ونؤكّد في يوم العمّال العالميّ: علی أنّ الشّريعة الإسلاميّة هي دين الأكثريّة.. وأنّها -لوحدها- الصّالحة لأيّ زمان أو مجال أو مكان لذا نرفض رفضًا قاطعًا أن تزاود علينا العلمانيّة بأطروحات ماركسيّة تتعارض مع النّصوص الشّرعيّة ومع الفطرة الإنسانيّة والأخلاق المرعيّة بل والعقول السّويّة! وستظلّ بلادنا إسلاميّة -لا شرقيّة ولا غربيّة ولا يمينيّة ولا يساريّة- إلی أن يرث الأرض ومن عليها اللّه ربّ البريّة ها هي قافلة الإسلام تسير ومصير كلّ من يحاربها عذاب السّعير وبئس المصير! ونقول في الختام: كان اللّه في عون كلّ عامل ومرابط مسلم فلقمته مغمّسة -كما يقال- بالقهر والظّلم وبالسّجن والدّم!!
إقرأ أيضا:فلسطين ستتحرر.. بنا أو بدوننا..!!