
فليعلم الظّالمون أنّ الظّلم مرتعه وخيم!!
بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة☝️
قال تعالی: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾
وقال ﷺ لمعاذ بن جبل رضي اللّه عنه حين بعثه إلى اليمن: {وَاتَّقِ دَعوَةَ المَظلُومِ فَإِنَّهَا لَيسَ بَينَهَا وَبَينَ اللَّهِ حِجَابٌ} وقال ﷺ: {إنَّ دِمَاءَكُم وَأموَالَكُم حَرَامٌ عَلَيكُم كَحُرمَةِ يَومِكُم هذَا في شَهرِكُم هذَا فِي بَلَدِكُم هذَا}
لا جرم أخي المسلم أنّ الظّلم نهايته وخيمة وعاقبته أليمة، وهو منبع كلّ شرّ ومصدر كلّ ضرر وهو ظلمات في القيامة وفي هذه الحياة تضلّ بسببه العقول والأفهام ويؤدّي إلى الرّعب بين الأنام وتزلّ به الأقدام، وهو ظلام في ظلام في ظلام!
إنّ دعوة المظلوم أيّها المنكوبون يرفعها الحيّ القيّوم فوق الغمام ويقتصّ لصاحبها في الدّارين قال ﷺ: {مَن كَانَت عِندَهُ مَظلَمَةٌ لِأخِيهِ فَليَتَحَلَّلهُ مِنهَا فَإنَّهُ لَيسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرهَمٌ مِن قَبلِ أن يُؤخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَنَاتِهِ فَإِن لَم يَكُن لَهُ حَسَنَاتٌ أخِذَ مِن سَيِّئَاتِ أخِيهِ فَطُرِحَت عَلَيه} وقال ﷺ: {لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلَى أهلِهَا يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الجَلحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرنَاءِ}
وإذا كان اللّه قد أدخل امرأة النّار في هرّة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فما بالكم بمن هم أذلّة على الكافرين أعزّة على المؤمنين؟!
ألا يعلم هؤلاء الخبثاء أنّهم محاسبون في يوم عظيم وأنّ الظّلم مرتعه وخيم وأنّهم سيقفون حائرين خائفين نادمين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين؟!
قال الصّادق الأمين ﷺ: {وَدَعوَةُ المَظلُومِ تُحمَلُ عَلَى الغَمَامِ وَتُفتَحُ لَهَا أبوَابُ السَّمَواتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأنصُرَنَّكَ وَلَو بَعدَ حِينٍ}
قال يزيد بن حكيم: (ما هِبتُ أحدًا قَطّ هَيبَتي رَجُلًا ظَلَمتُه وَأنا أعلَمُ أنّه لا ناصرَ لَه إلّا اللّه أحكَمُ الحاكِمين يَقولُ لي: حَسبِيَ اللّهُ! اللّهُ بَيني وبَينك)! ن
قول للإخوة الكرام قبل الختام: لا تظلموا أنفسكم بتبنّي غير دين الإسلام وتوكّلوا علی الحيّ القيّوم الذي سيتنقم من كلّ مجرم غشوم!




