مقالات المنتدى

فلسطين بين وعدين وعد بلفور المشؤوم ووعد أحكم الحاكمين

فلسطين بين وعدين وعد بلفور المشؤوم ووعد أحكم الحاكمين

🖋️ أ.د. محمّد حافظ الشريدة☝

 

الحلقة الأولی

تصادف غدًا الأحد الذّكرى المائة والثّامنة لما يسمّی بوعد بلفور المشؤوم في 2 \ 11 \ 1917 م وهي ذكرى أليمة على المرابطين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر.

لقد صار شعبنا الفلسطينيّ الأبيّ في زمن لا يدري أيّ المآسي يتابع بل أيّ الأحداث ينازع وبالرّغم من تعدّد النّكبات والفواجع.

ستظلّ زهرة المدائن العربيّة قدسنا الإسلاميّة عاصمة بلاد التّين والزّيتون إلی يوم الدّين إنّ فلسطين قضيّتنا الكبری ومأساتنا العظمی يحرم علی مسلم أن يتجاهلها إلی أن يرث اللّه الأرض ومن عليها إنّ فلسطين من النّهر إلی البحر هي موطن القداسة والطّهر ستكون مقرّ الخلافة الرّاشدة الأخيرة.. ولذلك رخصت من أجل الدّفاع عنها النّفوس والأموال والبنون وذرفت بسبب احتلالها العيون ولا تعجبوا من ذلك يا مسلمون فالمسجد الأقصی المبارك أولى القبلتين وثاني مسجد وضع في الأرض للمصلّين وثالث المساجد التي تشدّ إليها رحال العابدين.. ومسرى الصّادق الأمين ﷺ

إنّ شعبنا المنكوب في فلسطين ما زال يعاني الأمرّين منذ عشرات السّنين وهو يعيش اليوم تحت وطأة المحتلّين في عذاب أليم!

لقد اغتصبت فلسطين -معشر المؤمنين- حينما فرّطت الأمّة الإسلاميّة بتحكيم شريعة ربّ البريّة ﷻ وحينما غضّت الطّرف عمّا يعانيه الإخوة المرابطون في فلسطين لقد ظنّ العدوّ والقريب والصّديق والبعيد أنّ كبار السّنّ سيموتون وأنّ الغلمان سينسون ولكنّ شعبنا المجيد نهض بفضل المولی من جديد رغم أنف كلّ جبّار عنيد نهض من بين الرّكام ليقول للعالم: نحن هنا في أرض الإسراء مرابطون محتسبون بل باقون ما بقي الزّعتر والليمون والتّين والزّيتون!

ولا جرم أخي المحترم أنّ علی موطن الإسراء ما يستحقّ الحياة وأنّ فلسطين بوصلة العالم الإسلاميّ إلی يوم يبعثون! ونقول قبل الختام لكلّ الإخوة الكرام: شتّان شتّان بين وعد بلفور المشؤوم وبين وعد الحيّ القيّوم القائل: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}

الحلقة الثانية

في مثل هذا اليوم من نوفمبر عام 1917 وعد بلفور وزير الخارجيّة البريطانيّ يهود العالم بوطن قوميّ لهم في فلسطين فأعطی من لا يملك من لا يستحقّ!

وتحقّق لهم ما تمنّوه من إقامة كيان لهم بسبب عزل السّلطان العثمانيّ عبد الحميد الثّاني وزوال الخلافة الإسلاميّة وابتعادنا عن هذا الدّين مصدر سعادتنا في الدّارين.

ومعلوم لكم أيّها المباركون أنّ الإسلام فتح فلسطين وحرّرها من الصّليبيّين ولن تعود إلّا بهذا الدّين وعلى فرض أنها تحرّرت بغير الإسلام فلا فرق بين الطّاغوت العربيّ والأجنبيّ فنحن قوم أعزّنا اللّه ﷻ بالإسلام ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا مولانا!

وشتّان شتّان بين وعد حقّ مبين من ربّ كريم وبين وعد باطل ومشؤوم من أفّاك أثيم؟!

لقد بيّنت لنا آيات القرآن الكريم طبيعة الصّراع بين المسلمين والغاصبين وأنّه ليس مجرّد صراع بين اليسار واليمين كما يصوّر ذلك إعلام العلمانيّين وإنّما هو صراع عقديّ ووعد بين وعدين: وعد ربّ العالمين ووعد شيطان لعين! ولنكن صرحاء أيّها الإخوة الأعزّاء: ما هو الفرق بين بلفور اللئيم وبين أيّ فلسطينيّ -غير وطنيّ- عنده استعداد تامّ للتّنازل عن تسعين في المائة من أراضي فلسطين؟!

إنّ فلسطين درّة أراضي الشّام بل هي وقف إسلاميّ شاء من شاء وأبى من أبى من الرّعيّة والحكّام لا يملك أن يتنازل عن ذرّات تراب منها حزب أو إمام كما قرّر ذلك عبد الحميد الثّاني السّلطان وستكون القدس عاصمة الخلافة القادمة في أواخر الزّمان!

أمّا ما يسمّی بوعد بلفور أو اتّفاقيّات السّلام الهزيل فلا تساوي المداد الذي كتب بها! وللّه درّ القائل: عيوننا وقلوبنا يا قدسنا لم تعد ترحل إليك كلّ يوم لأنّها ساكنة فيك وممتزجة بترابك وتحتضن دماء الشّهداء والمصابين ولأنّها تمسح دموع اليتامى والأيامى والثّكالی وتبكيهم معك ثمّ تلوذ بجدران مسجدك المبارك لعلّها تجد فيها النّفحات الطّيّبة من الأنوار التي تحفّ بها وتسمع أصداء تكبيرات الصّالحين وترى أطياف المعجزة الكبرى في إسراء خير الوری ﷺ!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى