
غزة.. والفزّاعة بتوسيع الحرب..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلّح٠ خاص بالمنتدى)
( أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ۚ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنْ هَادٍۢ ).. منذ الأمس، والإعلام يتحدث عن خطة الاحتلال بتوسيع دائرة الحرب في غزة، وما رافق ذلك من تهويل وتخويف من هذه المرحلة.. إن كان الاحتلال يريد توسيع الحرب، فما الذي يحدث في غزة يا ترى؟؟ من رفح إلى بيت حانون، لم يبقَ متر في غزة، إلا وداسته دبابات الاحتلال، أو قصفته طائراتهم بأطنان متفجراتها القاتلة..
أمام هذه الفزاعة، التي يروّج لها الاحتلال، يأتي النص القرآني.. في أجمل ما يكون التعزيز والتثبيت لعباد الله المؤمنين الصابرين المجاهدين في غزة.. أليس الله بكافٍ عبده..؟؟؟ بلا..!!!
سيكفينا الله في هذه المرة أيضاً، ما كفاناه في المرات السابقة.. بكل تأكيد، هذا الدم الذي يملأ الأرض في غزة كلها، من وريدها إلى وريدها، وهذا اللحم المتناثر من أجساد الشهداء، هو ضريبة عالية، وعالية جداً ندفعها في غزة، مقابل الحرية والعزة والكرامة.. هم يحاولون بث الرعب، ونشر الخوف في غزة، وبين صفوف الناس عامة، وهذا كله لخلق حالة من الانهيار النفسي، والهزيمة النفسية قبل الهزيمة المادية، والتي لن تحدث بإذن الله.. يريدون أن يضغطوا على الناس بهذه الخطط الجديدة / القديمة، حتى يضغط الناس على المقاومة لوقف الحرب، والاستجابة لمطالب الإحتلال.. لكن الذي لا يعرفونه هؤلاء الأغبياء، آكلي لحوم البشر، أن غزة كلها مقااااااومة.. سواء في سواعد المجاهدين في الميدان، أو في حاضنة المقاومة من عموم الناس.. هذا التخويف، رغم بشاعته، لن يفتّ في عضد الناس، ولن يرفعوا الراية، أو يهاجروا ويتركوا غزة للاحتلال من جديد..
لكن الأمر الذي يدمي القلب، أن غزة خاصة، وفلسطين عامة، يحيط بها فيما يعرف باسم دول الطوق، ما يزيد عن مائة وخمسون مليون شخص، أقل ما يقال عنهم، أنهم عرب..!! كل هذا العدد من الملايين، غير قادر على فعل شئ نصرة لغزة..!!!!؟؟؟
ألهذا الحد وصل الهوان في أمة العرب..؟؟
أول أمس، صاروخ واحد من اليمن، أدخل ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ، يعنى ما يقارب من نصف الموجودين الآن في دولة الاحتلال..!! بصاروخ واحد فقط، غابوا عن وجه الأرض، حرصاً على حياتهم.. لماذا لا يوجد حراك يتناسب مع حجم النكبة الكبرى في غزة..؟؟ ألا يوجد في هذه الملايين الكثيرة، من ينفض غبار المذلة عن أمة ضحكت من عارها الأمم..؟؟
أم من يَهُن يسهل الهوان عليه.. وما لجرح بميت إيلام..
أهل غزة، لا يخافون الموت.. ولكنهم يحبون الحياة.. وإذا فرض عليهم الموت، فلن يقبلوا أن يموتوا جبناء..
وإن كان من الموت بدٌ، فمن العجز أن تموت جباناً.. أهل غزة، ربط الله على قلوبهم، أما الآخرون، فقد نزع الله المهابة من صدور عدوهم.. وقذف الله في قلوبهم الوهن..
يبدو أن شرف النصرة لغزة، لا يريد الله سبحانه، أن يمنحه لتلك الملايين التي حاصرها العجز، وملأ قلوبها الوهن..
مهما خوفوننا في غزة، فكل تخويفهم هو أدنى من قوة الله وجبروته وعزته.. ونحن في غزة، قبلنا أن نكون في عزة الله.. وكنف الله، مهما كانت التضحيات.. فالعمر قصير والرحلة أزفت على النهاية.. وهناك بين يدى الله سبحانه، سندوس بأحذية أطفالنا المقتولين، على رؤوس القتلة، ومن والهم.. سواء بالدعم.. أو بالصمت..!!
غزة بإذن الله ستنتصر، وهذا وعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم ” حتى يأتي أمر الله وهم كذلك..”.. غزة تنتصر.. والاحتلال رغم كل غطرسته، فهو إلى زوال..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثبات الثبات.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
أقرأ أيضا:حظر الإخوان المسلمين في الأردن(١٢)