مقالاتمقالات المنتدى

غزة الصادقة.. رضى الله عنك..!!

غزة الصادقة.. رضى الله عنك..!!

بقلم  د. عمر شلّح( خاص بالمنتدى)

( قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ).. والقول هنا من الله سبحانه.. وهو موجه للصادقين.. واليوم هو يوم القيامة.. والإعلان المهم يومها، وعلى رؤوس الأشهاد، بأن الله سبحانه، رضي عن الصادقين، وهم رضوا عن الله سبحانه.. إعلان غاية في الأهمية، حيث في خاتمة الإعلان، نرى شيئاً غير الرضى المتبادل بين المولى عزوحل والصادقين، وهذا الشئ هو، أن هناك جنة تجري من تحتها الأنهار، هي بمثابة المقر، والسكن الدائم والخالد للصادقين..
السؤال هنا، ما علاقة غزة بهذا النص القرآني الجميل..؟؟
نقول وبالله التوفيق، أن النص يتحدث عن الصدق بعمومه، وليس بخصوص نوع معين من الصدق.. فهو يتحدث عن الصدق في الإيمان والطاعات والأعمال الصالحة ووووالخ حتى يصل الأمر، إلى الصدق في الجهاد والشهادة، والصدق في الثبات، دون تبديل أو تغيير، أو بيع للمواقف أو للوطن.. وغزة حالها اليوم، ” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً “.. هذا الصدق في الجهاد والثبات، هو القائم والحاصل الآن في غزة.. رغم كل ما تتعرض له غزة الصابرة الصادقة، الثابتة المؤمنة، إلا أنها لم تتزحزح، ولم تبدل مواقفها.. ولسانها يردد..
فإما حياة تسر الصديق..
وإما مماتاً يغيظ العِدَا..
غزة التي رفعت شعارها منذ سنوات، بأن القدس تجمعنا، رغم الحصار الشديد، والملاحقة الدائمة، ها هي تترجم هذا الشعار فعلاً، وعملاً وتضحية.. فقامت بالطوفان، والذي حمل اسم الأقصى، تأكيداً على ما قالته غزة منذ سنوات.. صدقت فيما قالت.. وأوفت بما وعدت.. وهذا هو قمة الصدق والوفاء.. فالبشرى الجميلة، والعطاء الكبير، هو أن رضيَ الله عن غزة.. تماماً، كما رضى الله عن الذين بايعوا النبي، صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة الرضوان، فيما عرف باسم بيعة الشجرة، والتي عنوانها ” الدم الدم.. الهدم الهدم..” وسجل القرآن هذا الرضى من الله عنهم في قوله تعالى ” لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا “..
ولا نظن بالله إلا خيراً.. فكما رضيَ عن أهل الشجرة، وأنزل عليهم السكينة، وأثابهم فتحاً عظيماً.. فإنه سبحانه، سيعطي أهل غزة، ما أعطى أهل الشجرة من سكينة، وفتح ونصر قريب إن شاء الله.. لأن القاسم المشترك، والمهم بين أهل غزة، وأهل بيعة الشجرة هو ” أن الله رضيَ عنهم..”
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح رضى الله عن غزة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ ايضا:غزة بين بني إسرائيل.. والصحابة..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى