مقالاتمقالات المنتدى

غزة الصابرة.. والأنظمة الفاسدة..!!

غزة الصابرة.. والأنظمة الفاسدة..!!

بقلم د. عمر عبدالله  شلّح( خاص بالمندى)

( ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزْبُ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ أَلَآ إِنَّ حِزْبَ ٱلشَّيْطَٰنِ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ).. في محاولة لفهم الموقف الرسمي للأنظمة الفاسدة في الأمة العربية والإسلامية، ربما يأتي هذا النص، ليشكل جزءاً مهماً من الإجابة على السؤال الذي يقهر القلب، ويكسر الروح، لماذا هذا التخاذل الرسمي، العربي والإسلامي من الأنظمة، تجاه غزة التي تذبح من الوريد إلى الوريد ؟؟ هل العروبة ماتت، أم أن النخوة والرجولة، لم تعد موجودة في جيناتهم ؟؟ أم هي أوامر المجرم الأمريكي الذي يحمل العصا في وجوهمم؟؟ أسئلة كثيرة تتردد، لماذا هم إلى هذا الحد من المذلة، والخنوع والجبن والانكسار.. كل ما يحدث في غزة على مرأىٰ العالم، ألم يحرك ضمائرهم أو مشاعرهم ؟؟
يأتي هذا النص القرآني، ليحسم كل تلك الأسئلة.. فيقول ” استحوذ عليهم الشيطان..!!!” إن لم يكونوا هم الشيطان بعينه..!!
استحوذ، أي استولى عليهم وبقوة.. ومن نتيجة هذا الاستحواذ من الشيطان، أنه أنساهم ذكر الله.. فلا رادع في قلوبهم منه سبحانه.. لأنه لو كان الله حاضراً في حياتهم، لكان الأمر مختلفاً تماماً.. لو كان الله حاضراً عندهم، لتذكروا أن هناك وقوفاً وحساباً بين يديه سبحانه، حينما يسألهم لمَ لَمْ تنصروا أهل غزة في موطن وجب فيه النصر؟؟
لكن درجة الاستحواذ عليهم من الشيطان، جعلتهم لا يذكروا للحظة، أن هذه الحياة فانية وقصيرة، وهناك حياة أخرى تنتظرهم، فيها الفوز أو الخسران..
أمام هذا التوصيف لهؤلاء الفاسدين، لا أظن أنهم سيغيرون مواقفهم تجاه غزة.. وأنهم سيُتْعِبُون غزة من الجعجعة والصراخ، ولكن غزة لن ترى منهم طحناً.. على مستواي الشخصي، من استحوذ عليه الشيطان إلى هذا الحد، لا أظنه سينصر غزة ولحمها المتناثر في الطرقات.. ولا أظنه ستحركه شلالات الدم التي تملأ كل شبر في غزة.. المعركة تمتد في التمايز.. إما حزب الله، وإما حزب الشيطان.. فمن اختار أن يكون من حزب الشيطان، فبشره بعذاب أليم ” إنما يدعو حزبه، ليكونوا من أصحاب السعير.. “.. ومن أراد أن يكون من حزب الله، فالنص واضح ” وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ “..
هذه الأنظمة الفاسدة، وهي على ما هي عليه من تبعيّة، واستحواذ كامل من الشيطان، لن تنصر فلسطين.. والأيام بيننا.. لعلى أكون مخطئاً..
غزة يا وجع القلب.. وجرحنا النازف.. دماً وعزة وكرامة.. أنت في عين الله.. والله لن يخذلك.. وأشد ساعات الليل عتمة، هي التي قبيل الفجر بقليل.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح البراءة من الأنظمة الفاسدة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:دور أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في الدعوة مع رسول الله ﷺ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى