
غزة الشهيدة.. قصفاً.. وجوعاً..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلّح( خاص بالمنتدى)
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ).. هذا النص يتحدث عن الأبرار، وعن سماتهم وبعض سلوكهم، وذلك مخافةً من ربهم.. إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً.. ولكن استحضرني النص، وانا أشاهد آلاف الشاحنات المحملة بالطعام والشراب والأدوية، وهي تقف على المعابر، بدون أن تتقدم خطوة واحدة نحو غزة..!!
السؤال الذي أعرف إجابته مسبقاً، لماذا لا يتم إدخال هذه الشاحنات إلى غزة، وتخفيف حدة القتل عن أهلنا والذي في أحد أشكاله هو القتل جوعاً..؟؟
الجميع يعرف الإجابة.. لكن السؤال أليس في القوم رجل رشيد، يصرخ في وجه القوم ” يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد، يوم تولون مدبرين، مالكم من الله من عاصم، ومن يضلل الله فما له من هاد..”
كل هؤلاء الملايين من الناس غير قادرين على إدخال هذه الشاحنات إلى غزة..؟؟
ما رأيكم أن يأتي مائة استشهادي من أهل غزة، ويقودوا تلك الشاحنات، في محاولة لادإدخالها لغزة، لتخفيف حدة القتل جوعاً عن غزة وأهلها..؟؟ ولتقصفها طائرات الإحتلال أثناء المحاولة، على مرأى ومسمع من العالم كله، وخاصة جيران غزة.. لعل الأمر يحرك ضمائرهم.. أنا على يقين أن الذي يشارك في حصار غزة وتجويع أهلها، ليس من الأبرار ولا من أشباههم.. ولكنى استحضر النص هنا، لعل النخوة تتحرك لدى أصحاب الشاحنات غِيَرة على أطفال غزة، ونسائها.. كل هذه الملايين من أهل الجوار، لا يوجد فيهم مائة رجل حر، يقوموا بأخذ خطوة واحدة، تقلب الطاولة على من يقتل غزة وأهلها.. لم نقرأ أو نسمع عبر التاريخ، أن حال العروبة كان أسوأ مما هي عليه الآن.. بل هى الأسوأ على الإطلاق، ولا أظنه سيكون أسوأ مما هو عليه الآن..
تذكروا للتاريخ، إن لم يتم إيقاف هذا الجوع عن غزة، ستجوع القاهرة، ودمشق، وبيروت، وبغداد، وسيجوع كل من يدخل في الخارطة المزعومة لإسرائيل الكبرى.. إن لم يتحرك النظام، فليتحرك الشارع.. وإلا ستدور الدوائر.. وتصل دبابات الإحتلال لمعظم العواصم العربية..
نصرة غزة، هو حماية لبلادكم وعواصمكم.. وإن لم تتحركوا الآن، ستقولون يومها ” ذبحنا يوم ذبحت غزة..”.. سيكتب التاريخ، أن غزة بقيت، شاهدة وشهيدة.. تارة بالقصف.. وتارة بالجوع.. وكل الصامتين كانوا يشاركون في الجريمة..
يا من هو يطعمن ويسقين.. أطعم غزة من جوع.. وآمنهم من خوف..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح شهداء الجوع.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا:(في يوم العمّال العالميّ: العمّال بأرض المحشر والمنشر يعانون من القهر والبطالة والفقر)!