مقالات مختارة

عثمان الخميس: منبر التبريرات العاجزة والتخذيل الناعم. الشيخ أنور الخضري

كرَّر الشيخ عثمان الخميس، الداعية الكويتي، كلامه حول غزة، وفي كلِّ مرَّة يجري الاعتذار للشيخ والتأويل له، يقدم على خطأ أفحش مِن الأوَّل، مع الأسف. ولأنَّ الشيخ تصدَّر للناس، فيعدُّ كلامه توجيها لهم ومرجعًا، كان ولا بدَّ أن يردَّ عليه فيما أخطأ فيه.
فقد استمعت للشيخ كلاما يقول فيه: إنَّ ما أصاب أهلنا في غزة هو نتيجة الذنوب، أسوة بما وقع للمسلمين مِن قبل التتر والصليبيين وغيرهم، في التاريخ القديم والحديث. وبرَّر الخذلان الحاصل لنصرتهم بوجود حدود وضعف المسلمين!
هذا المنطق لو سلِّم به لما قمنا بجهاد، إذ كلُّ تسليط هو بلاء نتيجة ذنوب العباد، فيكون واجب المسلمين قبول قدر الله، حتَّى تتحقَّق لهم توبة كاملة!!!
وما سمعنا في سلف الأمَّة مَن برَّر القعود عن جهاد الغزو الخارجي بكونه تسليطًا للكفَّار والظالمين على الشعوب لذنوبهم، وهذه كتب الفقه الزاخرة بأحكام جهاد الدفع وقتال المعتدين والغزاة والمحتلِّين والبغاة لم ينص فيها عن هذا المانع! أو يبرَّر به!
ثانيًا، الشيخ عثمان أفتى وتكلَّم في وقت سابق بضرورة نصرة السلفيين اليمنيين في دمَّاج ضدَّ الحوثيين، والسنَّة في ضدَّ العلويين، باعتبارهما جهاد ضدَّ إيران والشيعة! فكيف يكون تسلُّط الكفَّار مبرَّرا ومعتذرا عنه ولا يكون تسلُّط الشيعة مبرَّرًا ومعتذرًا له؟!
ثمَّ ألم يغز العراق الكويت عام 1990م، فما الذي استدعى الكويتيين للقتال واستدعاء القوى الدولية لنصرتهم، دون الحديث عن الذنوب وعن التوبة؟! وما الذي استدعى دول الخليج لدعم المجاهدين الأفغان ضدَّ الاتِّحاد السوفيتي دون الحديث عن الذنوب وعن التوبة؟!
هل يزن الشيخ عثمان الأمور بميزان شرعي أم بميزان طائفي؟ وهل يصدر هذا القول مِنه عن قناعة أم املاءات رسمية؟! لأنَّ هذا التناقض لا مبرِّر له إلَّا أحد هذين الاعتبارين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى