
اختتمت في مدينة إسطنبول، مساء الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول 2025 الموافق 24 جمادى الآخرة 1447هـ، أعمال المؤتمر الدولي الثالث للخطباء والدعاة الذي تنظمه مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة، وذلك تحت شعار:
«من منابر الأمة إلى المسجد الأقصى المبارك… عهدٌ ورباط».
وجاء انعقاد المؤتمر هذا العام متزامنًا مع مرور ثلاثةٍ وتسعين عامًا على انعقاد المؤتمر الإسلامي الأول عام 1931م، الذي دعا إليه المفتي الحاج أمين الحسيني دفاعًا عن المسجد الأقصى، وجمع يومها علماء الأمة ومرجعياتها الدينية في رسالة تاريخية أكدت أن قضية القدس قضية أمة لا قضية بلد.
وخلال يومين من الجلسات العلمية والحوارات الدعوية، استحضر المؤتمر روح ذلك الاجتماع الأول، مؤكدًا أنه استمرارٌ لنهج الوعي والعمل، لا بوصفه فعالية خطابية، بل باعتباره مشروعًا يزرع الوعي ويرسم الخطط ويدفع نحو تنفيذ المشاريع العملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى.
ظروف بالغة الخطورة
وقد انعقد المؤتمر في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها أهل غزة، وسط تهدئة هشة لا تخفي عمق الجراح، وفي وقت يتصاعد فيه العدوان على المسجد الأقصى، مع تحذيرات من مرحلة تهويد شديدة الخطورة متوقعة مع مطلع عام 2026.
كما وجّه المؤتمر تعازيه إلى أهالي إقليم آتشيه في إندونيسيا إثر الكارثة الطبيعية التي خلّفت عددًا من الشهداء، سائلاً الله الرحمة لهم والصبر لذويهم.
التوصيات الختامية
وفي ختام أعماله، أصدر المؤتمر بيانه الختامي الذي تضمّن أبرز التوصيات التالية:
-
دعوة العلماء والخطباء إلى تكثيف الحراك العلمائي والدعوي نصرة لفلسطين، وإعادة حضور القضية إلى موقعها المركزي في خطاب الأمة.
-
تعبئة الأمة ورفع وعيها تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى، وحشد الطاقات الشعبية دعمًا لغزة وصمودها.
-
دعوة الحكّام وصناع القرار إلى فتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات، والتحرك الجاد لحماية المسجد الأقصى من خطر التهويد.
-
إطلاق حملة “سَنَد على خطى عثمان” عام 2026، باعتبارها حملة استراتيجية جامعة لمشاريع توعوية وتحريكية لدعم القدس وفلسطين.
-
إطلاق مشروع دورة الترميز والتدريب على الفتوى لتأهيل الكوادر الدعوية والعلمية القادرة على التعامل مع النوازل الكبرى.
-
إطلاق شبكة المندوبين في الأقطار لتوسيع العمل الدولي للمؤسسة وتحويل المشاريع المقدسية إلى برامج عملية داخل البلدان.
-
تقدير الحراك الشعبي العالمي الذي وقف مع غزة خلال طوفان الأقصى، والدعوة إلى استثمار هذا الزخم في تعزيز السردية الفلسطينية عالميًا.
ختامًا
أكد المؤتمر أن المعركة على الأقصى معركة وعي وإرادة واستمرار، وأن منابر الأمة ستبقى منطلقًا لنصرة غزة والقدس، حتى تتحقق العدالة لفلسطين، ويستعيد المسلمون دورهم الحضاري كشهود على الناس.
ووقّع المؤتمر بيانه الختامي في إسطنبول، مساء الأحد 24 جمادى الآخرة 1447هـ / 14 ديسمبر 2025م.




