مقالاتمقالات المنتدى

(تذكير الأخ المسلم بفضل الأشهر الحرم)!

(تذكير الأخ المسلم بفضل الأشهر الحرم)!

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

اعلم أخي المحترم أنّ الأشهر الحرم هي: رجب وذو القعدة وذو الحجّة ومحرّم وحثّت الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة على طاعة ربّ البريّة في أيّ زمان أو مكان أو مجال وخصّت هذه الأشهر بالذّكر والحقّ يقال لحرمتها عند الكبير المتعال وحذّرت الشّريعة الإسلاميّة من ارتكاب السّيّئات في هذه الأوقات المباركات وسمّيت هذه الشّهور بالحرم لأنّ المولی عزّ وجلّ حرّم فيها الفسوق والعصيان والقتال والظّلم قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ ولعلّ سبب ذلك هو إعطاء العرب آنذاك الوقت الكافي للسّفر والتّنقل وأداء العمرة وحجّ بيت اللّه عزّ وجلّ وقيل سمّيت بذلك: لأنّ ارتكاب المعاصي والآثام فيها أشدّ وأعظم عقابًا كما أنّ أداء الطّاعات فيها أكثر مثوبة وأجرًا قال الحافظ ابن كثير في كتابه التّفسير: (المعصية في الأشهر الحرم تضاعف أكثر من غيرها من الشّهور الأخرى كما أنّها تضاعف في البلد الحرام ولذلك سمّيت بالأشهر الحرم وهي أربعة أشهر ثلاثة منها متتابعة ذو القعدة وذو الحجّة ومحرّم وشهر منفرد عنها هو رجب) وقد ذكر اللّه هذه الأشهر بقوله ﷻ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} وجاء ذكر الأشهر الحرم في قول نبيّنا الصّادق الأمين ﷺ: {إِنَّ الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ السَّمَواتِ وَالأرْضَ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبانَ} وسمّي شهر ذي القعدة بذلك لأنّ العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال وهو أوّل أشهر الحرم المتوالية قال تعالی: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾ ونلاحظ أنّ الحديث الشّريف أضاف شهر رجب إلى قبيلة مضر لأنّها كانت تبالغ في تعظيمه وتحريمه ولا تنقله إلى غيره من الشّهور كما جرت بذلك عادة القبائل العربيّة في الجاهليّة وقد اشتملت هذه الأشهر على فرائض وعبادات موسميّة ليست في غيرها من الأشهر واجتمع فيها أمّهات العبادات: الحجّ والليالي العشر من ذي الحجّة ويوم عرفة وعيد الأضحى وأيّام التّشريق ويوم عاشوراء وليلة المعراج والإسراء -علی ما ذهب إليه طائفة من العلماء- وللأشهر الحرم خصائص ليست لبقيّة الشّهور باستثناء شهر رمضان أهمّها:

1. مضاعفة الحسنات والسّيّئات.

2. صيام النّافلة لقول الرّسول ﷺ: {أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللّهِ المُحَرَّمِ} ما دام ذلك كذلك فينبغي للمسلمين والمسلمات ترك السّيّئات والإكثار من فعل الخيرات في هذه الأوقات.

3. أداء مناسك الحجّ .

4. أداء العمرة فقد اعتمر الرّسول ﷺ في حياته أربع مرّات كلّها في شهر ذي القعدة قال أنس بن مالك رضي اللّه عنه : {اعْتَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ} (متّفق عليه) وسبب اعتماره ﷺ في ذي القعدة لفضيلة هذا الشّهر ولمخالفة ما كان يعتقده عرب الجاهليّة من أنّ العمرة في ذي القعدة من أفجر الفجور.

5. في الأشهر الحرم أفضل أيّام العمر ألا وهي العشر الأوائل من ذي الحَجّة ومعلوم لكم أيّها الإخوة المسلمون أنّ أعظم أيّام الدّنيا طوال الدّهر هي يوم عرفة ويوم النّحر ويوم القَرّ .

6. فيها يوم عاشوراء الذي يكفّر صيامه سنة ماضية من السّيّئات فطوبى لمن استغلّ هذه الأوقات بفعل الخيرات قبل الممات!

إقرأ أيضا:سيادة العدل في امتلاك القوة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى