مقالاتمقالات المنتدى

(تحذير المسلمين من موالاة الكافرين)

(تحذير المسلمين من موالاة الكافرين)

بقلم  أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ وقال تعالی: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ..﴾ إنّ عقيدة الولاء والبراء أيّها الأعزّاء أمرنا بها فاطر الأرض والسّماء عزّ وجلّ إنّها عقيدة ربّانيّة دلّت عليها الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة فآمن بها الأتقياء وسار علی نهجها الأولياء! إنّ موالاة المسلمين والبراءة من المشركين حتّی لو كانوا من أقرب الأقربين عقيدة راسخة في هذا الدّين لا ولم ولن تبطلها الأهواء! فها هو ذا أبو طالب عمّ خاتم الأنبياء ﷺ ربّاه منذ نعومة أظفاره بل وأحبّه أكثر من أولاده ومدحه في أشعاره ومع ذلك لم ينفعه ما قدّم لسيّد الأخيار ﷺ -قبل وبعد الشّعب في الحصار- من دخول النّار! قال العبّاس رضي اللّه عنه للنّبيّ ﷺ: يا رسول اللّه هل نفعت أبا طالب بشيء فإنّه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: {نَعَم هُوَ في ضَحضَاحٍ مِن نَارٍ وَلَولا أَنَا لَكَانَ في الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ} وعن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما أنّ الرّسول ﷺ قال: {أَهوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَهُوَ مُنتَعِلٌ بِنَعلَينِ يَغلِي مِنهُمَا دِمَاغُهُ} وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قلت: يا رسول اللّه ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرّحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: {لا يَنفَعُهُ إِنَّهُ لم يَقُلْ يَومًا رَبِّ اغفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ} إنّ الصّادق الأمين ﷺ لم يجامل عمّه أقرب النّاس إليه علی حساب الدّين.. لم يوار ولم يلمّح ولكنّه وضّح وصدح وصرّح يقول ﷺ: {مَن أَحَبَّ للّهِ وَأَبغَضَ للّهِ وَأَعطَى للّهِ وَمَنَعَ للّهِ فَقَدِ استَكمَلَ الإِيمَانَ} قال سيّد قطب رحمه اللّه: (إنّ سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء واتّخاذهم أولياء شيء آخر ولكنّهما يختلطان على بعض المسلمين الذين لم تتّضح في نفوسهم الرّؤية الكاملة لحقيقة هذا الدّين ووظيفته بوصفه حركة منهجيّة واقعيّة تتّجه إلى إنشاء واقع في الأرض وفق التّصور الإسلاميّ الذي يختلف في طبيعته عن سائر التّصوّرات التي تعرفها البشريّة وتصطدم من ثمّ بالتّصوّرات والأوضاع المخالفة كما تصطدم بشهوات النّاس وانحرافهم وفسوقهم عن منهج اللّه وهؤلاء الذين تختلط عليهم تلك الحقيقة ينقصهم الحسّ النّقيّ بحقيقة العقيدة كما ينقصهم الوعي الذّكيّ لطبيعة المعركة وطبيعة موقف أهل الكتاب فيها ويغفلون عن التّوجيهات القرآنيّة الواضحة الصّريحة فيها فيخلطون بين دعوة الإسلام إلى السّماحة في معاملة أهل الكتاب والبرّ بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق وبين الولاء الذي لا يكون إلا للّه تعالی ورسوله ﷺ وللجماعة المسلمة ناسين ما يقرّره القرآن من أنّ أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض)! نقول في الختام باختصار: إذا كان أبو طالب في النّار -وهو من هو نسبًا ودفاعًا عن خير الأبرار ﷺ فما بالك بمن تبنّی غير دين الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة من حثالة اليمين واليسار في هذه الدّيار؟!

إقرأ أيضا:هيئة علماء فلسطين توجه رسالة إلى علماء الأمة الإسلامية وتحثهم على برنامج لمواجهة زيارة ترامب للمنطقة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى