بيانات

بيان (منتدى العلماء) عن خطر الترويج للمنكرات في بلاد الحرمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان (منتدى العلماء) عن خطر الترويج للمنكرات في بلاد الحرمين

 

الحمد لله القائل (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) سورة الإسراء الآية ١٦.

والصلاة والسلام على المبعوث شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، القائل: “والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ” رواه الترمذي.

أما بعد:

فإنه مما يدمي قلب كل مؤمن ما يجري في بلاد الحرمين من انحلال وفجور وما تنشره وسائل الإعلام من صور عابثة ومشاهد محرمة وبرامج فاسدة، في مهبط الوحي، ومهد الرسالة، ونشر الفواحش والترويج لها والمناظر الخادشة كما حدث في العُلا وغيرها من المدن السعودية، وتبرير الإلحاد والشذوذ باعتبارهما من مستلزمات الحرية الفردية وماحدث من احتفاء المؤسسات الرسمية بداعية الإلحاد أدونيس في مهرجان ” إقرأ” بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي.

إن الفساد الممنهج من الدولة السعودية يجمع بين المخالفات الشرعية والمفاسد الأخلاقية وهدم القيم وإفساد الشباب والشابات وتخريب المجتمع التي تؤدي إلى دمار وهلاك، قال تعالى عن قوم لوط: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)” سورة هود الآية 82-83.

وإنه مما زاد الطين بلة إبعاد العلماء المؤثرين عن الساحة بالاعتقال الظالم، ومنعهم عن دعوة الناس والتأثير في الشباب لغرض نشر الإلحاد والأفكار الشاذة المناقضة لأصول الشريعة ومقاصدها.

وإننا في (منتدى العلماء) نؤكد على الآتي:

أولاً: ندعو الحكومة السعودية، إلى إيقاف هذا الفساد الممنهج الذي يعود على المجتمع بالدمار والخراب والتفكك قال سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون) سورة هود الآية 117.

ثانياً: نهيب بالعلماء والدعاة القيام بواجبهم الشرعي ودورهم الحقيقي دفاعًا عن ثوابت الإسلام وشريعته وتبيين الحكم الشرعي في ذلك والتنديد بهذه المخالفات؛ فهم ورثة الأنبياء، كما ندعوهم للتصدي لمن يشيطن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأن تكون لهم وقفة جادة في وجه هذه الدعوات الهدامة، التي تقاد ضد العلماء والدعاة والمصلحون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثالثا: ندعو أفراد المجتمع بأن يجتهدوا في الوقوف أمام محاولات فرض الفواحش على مجتمعاتنا وبين أبنائنا لأنها تتعارض مع شرائعنا وأن يتكاتفوا وتتضافر جهودُهم لأجل دفع هذا الخطر الداهم كما ندعوهم للاهتمام بالأبناء والبنات وتعميق قيم ومفاهيم التربية الأسرية الإسلامية التي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، كما ندعو إلى وقفة جادة ومستمرة من كل مسلم في داخل بلاد الحرمين أو خارجها؛ للتصدي لهذه الهجمة التخريبية، بكل الوسائل المتاحة في مواجهة طوفان الإباحية.

رابعاً: نوصي القائمين على الإعلام بعدم تجاهل مثل هذه القضايا، فضلا عن ترويجها.

حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وحمى الله أهلها من كل مناد للهلاك والبوار، وأعاذنا جميعا من موجبات سخطه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

صادر عن منتدى العلماء
28شوال 1444
18مايو 2022

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى