بيانات

بيان: فتوى شرعية في التهنئة بأعياد النصارى في بلاد الحرمين وآثارها العقدية

كيف استُخدم محمد العيسى لتطبيع الشرك دينيًا باسم التعايش؟!

بيان

فتوى شرعية في التهنئة بأعياد النصارى في بلاد الحرمين وآثارها العقدية

كيف استُخدم محمد العيسى لتطبيع الشرك دينيًا باسم التعايش؟!

 

إن الاحتفال بأعياد النصارى التي يزعمون أنها ميلادٌ لربهم أو لولدٍ لله تعالى، أو التهنئة بها، هو مشاركةٌ لهم في أصلٍ من أصول دينهم الباطل، ورضًا به من حيث المعنى، والله تعالى قد حرّم ذلك تحريمًا بيّنًا، وحذّر منه في كتابه، فقال سبحانه:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

ولا يجوز لمؤمن أن يفرح أو يُظهر السرور بما يتضمّن نسبة الولد إلى الله عز وجل، وقد عظّم الله هذا القول وبيّن فظاعته بيانًا لم يُبيّنه في ذنبٍ غيره، فقال سبحانه:
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا﴾.

فلا يرضى مؤمن بالله ربًّا، ولا يفرح قلبٌ موحِّد، بأن يُنسب إلى الله ولدٌ، ولا أن يُحتفى بعقيدةٍ قامت على هذا الزعم، ولا أن يُهنَّأ أهلها على شعائرها.
ولهذا قرر أهل العلم قديمًا وحديثًا تحريم مشاركة النصارى في أعيادهم، وتحريم التهنئة بها، وتحريم إظهار الفرح فيها، فلا يُتّخذ لها طعام، ولا لباس، ولا زينة، ولا يُظهر شيء من شعائرها، حمايةً لجانب التوحيد، وسدًّا لذريعة الرضا بالكفر.

ونسأل الله أن يعصم قلوب المسلمين من الشرك وأسبابه، وأن يثبّتهم على دينه.

غير أنّ ما يجري اليوم من شرعنةٍ رسمية لتهنئة النصارى بأعيادهم، والسماح بمظاهرها في بلاد الحرمين، ليس أمرًا عارضًا ولا اجتهادًا فرديًا، بل هو توجّه سياسي واضح يقوده محمد بن سلمان، ويُمرَّر دينيًا على لسان محمد العيسى، الذي يظهر بمظهر العلماء، ويتصدر المشهد بلباس الشرع، بينما يروّج لانحراف عقدي صريح تحت عناوين التقارب والتعايش.

وقد كان من اللافت أن هذا التوجّه، الذي يفتح باب التمييع العقدي مع الكفار، يصاحبه في الوقت نفسه غلظة شديدة وعداء متكرر لكثير من المذاهب والجماعات الإسلامية، لا سيما الجماعات المقاومة للاحتلال، بل وصل الأمر في مراحل سابقة إلى الغلو في تبديعها أو تكفيرها، في تناقض فاضح لا يمكن تفسيره إلا بأنه توظيف للدين لخدمة سياسة الدولة.

إن ما يقوم به محمد العيسى ليس مجرد رأي فقهي، بل هو غطاء ديني لسياسة يتبناها محمد بن سلمان، تقوم على إعادة تعريف العقيدة وحدود الولاء والبراء بما يوافق مشروعًا سياسيًا جديدًا، ولو كان ذلك على حساب أعظم أصول الإسلام: توحيد الله تعالى وعقيدة الولاء والبراء.

وحماية التوحيد ليست شأنًا ثانويًا، ولا مسألة تقبل المجاملة، بل هي أصل هذا الدين، وعلى العلماء وطلبة العلم والدعاة أن يقولوا كلمة الحق، وألا يُستعملوا جسورًا لتمرير ما يخالف صريح القرآن والسنة.
أو أن يسكتوا عن ذلك فقد أخذ الله عليهم العهد والميثاق بالبيان، حيث قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾

والله المستعان، وعليه التكلان.

منتدى العلماء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى