بيانات

بيان استنكار وإدانة لاعتقال وتعذيب العلماء والدعاة وأصحاب الرأي في السعودية

بيان استنكار وإدانة
لاعتقال وتعذيب العلماء والدعاة وأصحاب الرأي في السعودية

 

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ (البقرة ١٤٠)، والقائل جلّ شأنه: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾(آل عمران ١٧٣)، والصلاة والسلام على من قال: “أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر” أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ثم أما بعد،،

فإننا في منتدى العلماء ومن موقع المسؤولية الشرعية، نعلن استنكارنا البالغ وإدانتنا القاطعة لما يجري في السعودية من قتل بحق العلماء والدعاة والمفكرين أثناء اعتقالهم بغير وجه حق ولا لذنب اقترفوه إلا أنهم صدعوا بكلمة الحق، ووقفوا مع قضايا أمتهم، وأدّوا أمانة البلاغ والبيان، كماحدث من موت الشيخ الدكتور المفسر قاسم القثردي داخل السجون وإننا إذا نستنكر هذا نبين ما يلي:

أولاً: إن التنكيل بالعلماء والمفكرين جريمة أخلاقية وانتهاك لحقوق الشرع فلقد تجاوز النظام السعودي الجائر كل الخطوط الحمراء حين سلّطت أدوات القمع على علماء الأمة الذين طالما كانوا مشاعل هدى، ودعاة إصلاح، وحملة ميراث النبوة، حيث حرم المعتقلون من العلاج اللازم، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من العلماء والدعاة، وهو ما يُعد قتلاً عمداً وإزهاق للأرواح المعصومة دون وجه حق ويعد من أعظم الكبائر عند الله قال تعالى : ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾( النساء ٩٣).
وقال رسول الله ﷺ: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا” البخاري ومسلم،

ثانياً: إن الواجب الشرعي والمهني على العلماء خاصة في بلاد الحرمين الأحرار وأعيان الأمة تجاه ما يجري من ظلم فادح للمعتقلين في بلاد الحرمين ليُحتّم على العلماء الأحرار والمفكرين الصادقين وأعيان الأمة أن:
1. يرفعوا الصوت عالياً: نصرة لإخوانهم المظلومين، اقتداءً بسنة الأنبياء، وتمثلًا بقول النبي ﷺ: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا” أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما.
2. يوظفوا منابرهم العلمية والإعلامية: للدفاع عنهم وكشف مظلوميتهم للرأي العام المحلي والعالمي.
3. يتبنّوا قضاياهم: في المساجد والمحافل الأكاديمية والدولية، تأكيدًا على وحدة الصف العلمائي ومكانة الكلمة الحرة.

ثالثاً: دور الهيئات العلمائية:
ندعو المؤسسات العلمائية الكبرى، والمجامع الفقهية، وروابط العلماء إلى:
1. إصدار بيانات إدانة واضحة: للانتهاكات الواقعة بحق العلماء والمفكرين، مع ذكرها صراحة في التقارير الرسمية.
2. إطلاق حملات مناصرة: منظمة تُظهر مظلومية المعتقلين للعالم أجمع عبر وسائل الإعلام والاجتماعية.

رابعاً: مطالب محددة للسلطات السعودية:
نطالب النظام السعودي بما يلي:
– الإفراج الفوري: عن جميع العلماء والمفكرين المعتقلين بسبب آرائهم أو أنشطتهم الدعوية دون قيد أو شرط .
– إجراء تحقيقات مستقلة: في جميع حالات التعذيب والوفيات في السجون، مع نشر نتائجها علانية.
– محاسبة المسؤولين: عن الانتهاكات وفق الشريعة الإسلامية .
– وقف سياسات القمع: والتضييق على العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي، واحترام حقهم في التعبير عن آرائهم.

خامساً: كلمة إلى الأمة العربية والإسلامية:
نُذكّر الأمة أن الصمت عن هذه الجرائم لا يُفسّر إلا بأنه تواطؤ مع الطغيان أو تخاذل عن الحق، وأن التغاضي عن قتل العلماء وسجنهم هو تدنيس لمعاني العدالة وحرية التعبير التي يزعم كثيرون أنهم يدافعون عنها.
ختاماً:
إن التاريخ لا يرحم الظالمين ولا الساكتين عن الظلم، وإن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وسيبقى العلماء الأحرار – وإن سُجنوا – أشرف من جلاديهم وأعظم أثرًا وأبقى ذِكرًا، ونحن على يقين بأن شمس الحق لا تحجبها قضبان السجون وكلمة العالم الصادق ستبقى سراجًا يهدي الطريق ولو أُطفئت مصابيحه بالقوة.

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ الشعراء ٢٢٧.
صادر عن منتدى العلماء
٢ذو الحجة ١٤٤٦هـ ٣٠ أبريل ٢٠٢٥م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى