
المنكوبون يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟!
أ.د. محمّد حافظ الشريدة
رابطة الدّين هي أهمّ الرّوابط بين المسلمين، وهي أقوى من رابطة الأوطان.
وعقيدة الولاء والبراء تفرض علی أهل الإيمان في أيّ زمان أو مكان أن يهتمّوا بمصائب المسلمين مهما اختلفت البلدان وتباعدت الأبدان وتعدّدت اللّغات والبيان، ويجب علی كلّ مسلم أن يشعر بشعور إخوانه في العالم فيفرح لفرحهم ويحزن لمآسيهم ويقدّم ما في وسعه ليخفّف من معاناتهم.
لقد نجح المتربّصون بهذه الأمّة في تحويل مآسينا من قضيّة إسلاميّة إلی قضيّة وطنيّة وتناسی الرّعاة والرّعيّة
أنّها قضيّة الأمّة الإسلاميّة لا قضيّة حركات تحرّريّة
ومعلوم أنّ من حرّر أولی القبلتين هو السّلطان الكرديّ صلاح الدّين فماذا ستقولون لربّكم معشر الأغنياء إن سألكم عن إخوانكم في أرض الإسراء؟!
لا أبالغ إن قلت: لو كان المنكوبون غير مسلمين لتدخّلت جمعيّات الرّفق بالحيوان للتّخفيف عن المعوزين لقد آن للمحسنين أن يساعدوا إخوانهم المنكوبين قال ﷺ: {وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ} لا جرم أخي المحسن أنّ تقديم العون للمحتاجين بفلسطين واجب علی هذه الأمّة وليس بمنّة فكم نحن بحاجة أن نستشعر هذه المعاني السّامية في وقت تعالت فيه آهات ودموع المرضی والجياع والثّكالی والعجزة في غزّة العزّة!




