مقالات مختارة

الغزالي وابن تيمية… ومشايخ القاع!! د. محمد العوضي

الغزالي وابن تيمية…
ومشايخ القاع!!

جوهر الحديث هنا عن سقوط “الرمز القدوة” فكلما كانت الشخصية العامة ذات سمت أخلاقي ووجاهة اجتماعية، كان سقوطها مؤلماً وجرحها غائراً في نفوس من احترموها، سواء كان ذلك معلماً، أو والداً، أو داعيةً، أو شيخ دين..

لكن أعظمهم خطراً وأشدهم فتنةً على الناس هو الداعية أو العالِم الشرعي أو طالب العلم الذي رضي أن يتحول إلى أداة في يد الظالم، يشرعن فساده، ويبرر طغيانه، ويزين باطله!!

ومن هؤلاء يخرج صنف أشد دناءة وأخطر أثراً، هم ما أسميهم “شيوخ القاع” وهم قوم استمرأوا الذل حتى صار عندهم عادة، وألِفوا الانبطاح حتى أصبح لهم عقيدة، فلا يكتفون بالتبرير للظالم، بل يلحّون عليه أن يبطش أكثر، وأن يسحل ويقمع ويحرق ويمحق، ولسان حالهم يهتف للطاغية: زد.. لا تتوقف!

وهذا كله يفرض علينا أن نقرر قاعدة جلية: لا قداسة للأشخاص.. فالمفتي والشيخ والعالم والأكاديمي الشرعي في نهاية الأمر بشر، يُصيبون ويخطئون، يثبتون ويضعفون.. ومن رفعهم إلى مرتبة العصمة عرّض نفسه للفتنة الكبرى إذا باعوا دينهم أو خذلوا أمتهم.

المبادئ هي الباقية: العدل والحق والكرامة، أما الأشخاص فإما أن يكونوا أوفياء لها، أو يسقطوا إلى القاع مع “شيوخ القاع”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى