
في خرقٍ لما اتُّفِق عليه من تفاهماتٍ لوقف الحرب، شنّ الاحتلال الصهيوني اليوم غارات جوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفًا منازل المدنيين ومواقع خدمية، في وقتٍ يشهد فيه القطاع تجدد الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، رغم ما نصّت عليه الاتفاقات الأخيرة من وقفٍ شاملٍ للغارات وفتحٍ تامٍ للمعابر.
وقد تسببت الغارات المتواصلة منذ صباح اليوم في ارتقاء شهداء وإصابة عدد من الجرحى، وتدميرٍ واسعٍ للبنية التحتية والممتلكات، فيما يعيش أهالي القطاع حالةً القلق خشية تجدد المعارك.
وتأتي هذه الاعتداءات المتكررة في ظل صمتٍ مطبقٍ من الوسطاء الذين رعوا اتفاق وقف الحرب، ما يجعل من هذه الخروقات عدوانًا سافرًا واستهانةً بكل المواثيق والعهود، في مشهدٍ يصدق فيه قول الله تعالى:
“كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً” [التوبة: 8].
لقد أثبت الاحتلال مجددًا أنه لا يحترم عهدًا ولا يفي بوعدٍ، وأنه يستغل صمت العالم لتكريس عدوانه، بينما يبقى الواجب على الأمة –حكوماتٍ وشعوبًا– أن تنهض لنصرة المستضعفين في غزة، امتثالًا لأمر الله تعالى:
“وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” [الأنفال: 72].