
(أهلا يا باشا)
بقلم: د. عبد الله المشوخي( خاص بالمنتدى)
كلمة باشا في الأصل فارسية وتعني رتبة وظيفية كبيرة وقد استخدمها المماليك والأتراك وهي تعني كبير من (باش) وأصبح اللقب يطلق على عِلية القوم وولاتهم.
في الآونة الأخيرة من القرن الماضي أصبح يطلق على كبار ضباط الشرطة ووكلاء النيابة وكبار موظفين أجهزة الدولة لذلك أصبح هذا اللقب مبتغى وأمل كثير من الناس الذين يتشوفون للجاه والسمعة ولفت وجذب الأنظار إليهم فتجد الشخص إذا لقب بالباشا تتهلل أساريره وتغمره فرحة شديدة .
قد يكون الشخص صاحب رتبه متواضعة فيجاملونه أصحابه ويرحبون به بوصفه باشا أمام جمع من الحضور فتجده يشعر بنشوة منقطعة النظير.
أغلب الباشوات تجدهم يحرصون على صدارة المجلس وتمييزهم عن غيرهم والحرص على تقدير خاص بهم يميزهم عن سائر الحضور .
كما تجد أغلبهم لا سيما كبار السن منهم يصبغ شاربه وشعر رأسه ليظهر بمظهر الشباب الذي يرمز إلى القوة رغم أن واقعه تعتريه الأمراض من كل حدب وصوب.
في مجالس الأفراح أو الأتراح تسمع عبارات الترحيب المبالغ فيها بالباشوات من الباب إلى صدارة المجلس كما يطلب من الجلوس فسح المجال له كي يتصدر المجلس .
وما أن يتصدر الباشا المجلس حتى يشعر بالزهو ويبدأ يرمق وجوه الآخرين ليتاكد من تحقق نظرات الإعجاب بشخصه .
المشكلة والمعضلة الكبرى إذا تحدث بعض الباشوات لاسيما في طلب جاهه فتجده لا يتقن قراءة آية من كتاب الله ولا حديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ويا ليته صمت واحتفظ بهيبة لقبه فمجرد أن يتكلم يذكرني بالمثل السائر: (فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمه).
نصيحتي لبعض الباشوات التزام الصمت فهو خير لكم .
يكفي يكفي أهل بيتكم معرفتهم بحقيقة واقعكم (……) فالصمت خير لكم للحفاظ على لقبكم وهيبتكم.