مقالاتمقالات المنتدى

وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَنْفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ

وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَنْفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ

 

بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)

 

هذا النص من سورة العنكبوت، جاء بعد بضع آياتٍ تتحدث عن الفتنة والابتلاء.. وكأن الله سبحانه، يهيئ النفس المؤمنة التي تسلك طريق الإيمان، وتتخذ منه نظاماً وشِرْعَة ومنهاجاً، بأن طريق الجهاد محفوفة بالفتن والابتلاءات، وأن الذي يؤدي هذا العمل الصالح ” الجهاد “، في سبيل الله، مثله مثل بقية الأعمال الصالحة الأخرى، على قاعدة ” من عمل صالحاً فلنفسه”، فإن هذا الجهاد بكل أجره العظيم، إنما يعود للشخص الذي قام به، تأدية وواجباً، وما يأتي نتيجة لهذا الجهاد، فإنما هو عائد للمجاهد، وأن الله سبحانه، والذي لا يضره تقصير الخلق في أعمالهم، كذلك الأمر لا ينفعه عمل العباد.. اليوم تجزىٰ كل نفس بما كسبت.. لا يحتاج إلى هذا من عباده..
والجهاد في هذا النص، يميل أهل التفسير إلى معنييه، الصغير والكبير.. فكما هو مطلوب للمؤمن أن يجاهد نفسه، ويبذل الجهد والعمل المتواصل، حتى ينجو بها من سطوة الشيطان، واتباع الهوى، فالجهاد الأكبر يشمله النص أيضاً، وهو جهاد الكفار والمشركين.. ولست هنا بصدد التفصيل في أنواع وأوقات الجهاد في سبيل الله، بقدر ما هو ضروري أن نؤكد على أن الجهاد في فلسطين، هو من أوجب الواجبات الآن، خاصة في ظل الحرب المجنونة التي يشنها العالم على المستضعفين من أهلنا في غزة.. ومن يذهب إلى تأدية واجبه في فريضة الجهاد في غزة، إنما هو ينجُ بنفسه، أولاً في الدنيا، وثانياً في الآخرة، عندما يتم السؤال عن فلسطين وأهلها ومقدساتها.. وحينما يصبح الجهاد واجباً، فإن الأمر يتعدى مسألة يجاهد لنفسه، بل سيذهب الأمر للمحاسبة عن عدم تأدية هذا الواجب.. ويومها، لن ينفع نفس إيمانها، إن لم تكن آمنت من قبل.. وبلا شك أن الجهاد في سبيل الله، ينتج عنه معاناة قاسية وصعبة، كما هو الحال في غزة.. ولكن كل هذا الألم الذي تسببه الحرب، إنما يذهب أدراج الرياح، أمام عظيم الأجر الذي أعده الله لعباده المجاهدين في سبيله، ومن أجل نصرة دينه.. ولن أكون مبالغاً لو قلت، أن من يوفقه الله لنعمة الجهاد في سبيله، واستخدامه لنصرة دينه، إنما هو شخص قد أكرمه الله، وأجزل له في العطاء والكرم إليه.. فهل هناك أشرف وأعظم، من أن يختارك الله لنصرة دينه..؟؟ مع التأكيد أن هذه النصرة، في ظل هذا التكالب العالمي ضد الإسلام والمسلمين، لن تكون إلا بالجهاد.. وساحة فلسطين، خير الساحات للجهاد، والتي لا يختلف إثنان على حقيقة العدو الموجود فيها.. ومن جاهد في فلسطين، فأظنه قد فاز فوزاً عظيماً.. سواءً كان من داخل فلسطين، كما هو حاصل في غزة ، أو من خارج فلسطين كما هو في ساحات مختلفة، وكلٌّ يعمل من واقع ساحته التي يجاهد منها..
هي فرصة يمنحها الله لعباده، عنوانها الجهاد في سبيله.. فمن اغتنم الفرصة فقد فاز.. ومن تركها فقد خسر خسراناً كبيراً.. والله تعالى غني عن جهاده.. فهو الغني سبحانه عن العالمين..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح نعمة الجهاد في سبيل الله.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله ✌️✌️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى