
استُشهد الشيخ كمال بدرية، مؤسس مشاريع الصفوة والسرد القرآني في غزة ومدير مدرسة خبيب الشرعية، إثر العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة. وبرحيله تفقد الأمة واحدًا من علمائها العاملين الذين لم يكتفوا بالدرس والتعليم، بل جمعوا إلى العلم جهاد الكلمة والميدان، حتى ختم حياته بالشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الأرض والمقدسات.
لقد كان الشيخ كمال بدرية من النماذج النادرة التي جسدت معنى العالم المجاهد، حيث أسس مشاريع قرآنية رائدة، وخرّج أجيالًا حملت كتاب الله، وغرس في طلابه حب الدين والوطن، ثم تقدم بنفسه في الصفوف الأولى، ليكون شاهدًا حيًا على أن العلماء في غزة لم ينعزلوا عن قضايا الأمة، بل اصطفوا مع أبنائها في مواجهة العدوان.
وإن منتدى العلماء إذ يفتخر بهذه النماذج القرآنية المجاهدة، ليؤكد أن سيرة الشيخ بدرية هي امتداد لمدرسة العلماء الربانيين الذين جمعوا بين الجهاد والدعوة، بين محراب العلم وخندق المقاومة، فكان أثرهم أعظم من أن يُمحى.
ويتقدم المنتدى بخالص العزاء إلى أسرته الكريمة وطلابه ومحبيه، وإلى غزة البطولة التي ما زالت تقدّم القادة والعلماء والشهداء تباعًا، وإلى الأمة الإسلامية والعالم أجمع الذي فقد برحيله علمًا من أعلام القرآن ورمزًا من رموز الصمود.
رحم الله الشيخ كمال بدرية، وتقبله في الشهداء، وجعل علمه وأثره شمسًا تهدي الأجيال، ودمه الطاهر وقودًا لطريق النصر والتحرير.