متابعات

صمت مُخزي لجامعة الدول العربية تجاه العراق!

صمت مُخزي لجامعة الدول العربية تجاه العراق!

لم تعقد الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا واحدًا بشأن الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق، بل اكتفت بأن أعرب أمينها العام، «أحمد أبو الغيط»، عن قلقه إزاء ما يحدث، داعيًا طرفي الأزمة «أمريكا وإيران» إلى التهدئة.

الجامعة المعنية بالحفاظ على استقلال دولها والنظر في شؤونهم وتحرير البلاد العربية غير المستقلة، لم تعي جيدًا بأن هناك ضربات متبادلة بين قوتين خارجيتين على أرض عربية تُسمى العراق، تلك الأرض التي عانت كثيرًا من ويلات الاحتلال الخارجي طيلة عقود طويلة.

وعقب استهداف «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس» ونائب رئيس الحشد الشعبي، «أبو مهدي المهندس» في غارة أمريكية ببغداد، أصدرت الأمانة العامة للجامعة بيانًا تُعرب فيه عن قلقها المتزايد إزاء التطورات المتلاحقة في العراق.

وشددت الجامعة في بيانها على أن المنطقة «أحوج ما تكون الآن إلى التهدئة وليس التصعيد، وإخماد الصراعات وليس اشعالها واستدامتها»، مُعتبرة أن الأحداث الأخيرة تكشف حجم التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، وكلفتها الباهظة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

وبرغم إطلاق أكثر من 12 صاروخًا باليستيًا من إيران على قاعدتي عين الأسد وأربيل بالعراق اللتين تتمركز فيها قوات أمريكية -بحسب وزارة الدفاع الأمريكية- صباح الأربعاء، إلا أن الجامعة العربية ما زالت ملتزمة الصمت، حتى بيانات الاستنكار والإدانة توقفت عن إصدارهم.

الجامعة واختطاف القرار العربي

ويرى الدكتور «أنور الخضري»، مدير مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث في اليمن سابقًا، أن الجامعة في الآونة الأخيرة تحولت من كيان سياسي جامع يضم الدول العربية على قدر من الندية والتشارك لمواجهة التحديات والمخاطر وتعزيز الروابط والتعاون والسير معًا في طريق التنمية والوحدة إلى أداة بيد أنظمة عربية تُريد اختطاف القرار العربي وتوظيفه لأجنداتها أو تطويعه لأجندات خارجية».

وأوضح «الخضري» في تصريح لـ«الأمة»، أن «الجامعة فقدت أهميتها وقيمتها وباتت (مسخرة) للشارع العربي – على حد وصفه- من خلال تبينها مواقف مُختطفيها وهو ما ظهر على لسان أمينها العام الضعيف والعاجز عن قيادتها، وهو ما يدفعها للصمت عن العدوان الأمريكي والعدوان الروسي والعدوان الإسرائيلي لأنها عاجزة عن مواجتهتهم أو لأنها ربما متآمرة معهم».

وانتقد مدير مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث في اليمن سابقًا، سياسة الجامعة الرافضة لموقف تركيا ومساعيها لنصرة الشعوب العربية التي يتم استبحاتها بالمليشيات الطائفية أو المرتزفة والغلاة والدواعش كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن. وأكد أن ما يحدث أمرًا طبيعيًا خاصة مع تراجع الأنظمة السياسية في دول محورية كمصر والسعودية والأردن من قضايا الأمة وتحويلها إلى قضايا كيدية وعدوانية على الشعوب وتطلعاتها.

الجامعة العربية وراء احتلال العراق

وعلق الكاتب الصحفي المصري، «أبو العباس محمد»، قائلًا: «كل النتائج تؤكد أنها لم تكن يومًا جامعة الدول العربية، بل كانت جرائم للدول العربية». وأوضح عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، أن أرض العراق تُجني اليوم الأثار والتوابع المؤلمة لما ارتكتبته الجامعة العربية من جريمة الموافقة علي دخول القوات الأمريكية إلي المنطقة عام ٢٠٠٣، وتابع قائلًا: «فلا سيادة بل استباحة وساحة لمعارك الآخرين، والنتيجة يموت العرب وتحيا جرائمهم».

بينما سخر اليمني الدكتور «محمد عيدروس الحميقاني»، من الجامعة قائلًا: «إذا في حد صاحي أو معه تلفون الجامعة العربية أو قريب من الحارس التابع للجامعة يبلغهم بضرب صواريخ واعتداء على دوله عربية اسمها العراق كي يجتمعوا لشرب كأسين من الشاي».

وأضاف «الحيمقاني» عبر حسابه على «فيسبوك»: «نسيت إن تخصص الجامعه العربية تركيا، لذلك من الممكن خداع حارس الجامعة، بإبلاغه بأن تركيا هى من تطلق صواريخ باتجاه العراق»، وتابع مازحًا: «لما يصحوا يلقوا إلي ضرب العراق مش تركيا سيتم فصل الحارس.. حرام نقطع لقمة عيشه».

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى