لوموند: انتفاضتا الجزائر والسودان تفتحان الطريق لنهاية الأنظمة الاستبدادية

لوموند: انتفاضتا الجزائر والسودان تفتحان الطريق لنهاية الأنظمة الاستبدادية

يرى مقال في صحيفة لوموند الفرنسية أن الانتفاضات الديمقراطية في الجزائر والسودان تثبت أن السبيل الوحيد لتحقيق استقرار حقيقي في العالم العربي يمر عبر وضع حد للأنظمة الاستبدادية.

وفي هذا السياق، ذكر جون بيار فيليو الأستاذ الجامعي في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بمعهد الدراسات السياسية في باريس -في مقاله بصحيفة لوموند الفرنسية- أن التعبئة الشعبية للمطالبة ببدء تحول ديمقراطي في البلدين لم تتراجع منذ أن بدأت.

وبيّن الكاتب أنه غالبا ما تُربط الانتفاضة الديمقراطية في الجزائر والسودان بثورات “الربيع” العربي التي اندلعت عام 2011، رغم أنه تاريخيا تُمثل هذه الثورات الموجة الثانية من الاحتجاج الشعبي بالعالم العربي. فقد انطلقت الأولى خلال الفترة الممتدة بين 1985 و1989، تحديدا بالسودان، حيث أطاح “ربيع الخرطوم” بالدكتاتورية القائمة لصالح نظام تعددي. بعد ذلك، أدت أعمال الشغب التي اندلعت عام 1988 بالجزائر إلى وضع حد لنظام الحزب الواحد.

إضعاف المخابرات لصالح الجيش
وفي الجزائر -كما في السودان- يقول الكاتب: أضعفت تسوية الحسابات داخل الطبقة الحاكمة أجهزة المخابرات لصالح القوات المسلحة. وفي الوقت الراهن، يُجبر المتظاهرون الجنرالات على الخضوع للإرادة الشعبية ونقل سلطتهم إلى سلطة مدنية. وقد استخلص المحتجون بالفعل دروسا مهمة من التجربة المصرية لعام 2011 حيث أدت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك من طرف مجلس عسكري إلى إخماد الاحتجاج الديمقراطي.

الكاتب: رغم أنهما لا ترتبطان مباشرة بثورات الربيع العربي 2011 فإن ثورتي السودان والجزائر استخلصتا دروسا مهمة من الثورة المصرية المجهضة (الأناضول)

وكما يؤكد شعار رائج بالجزائر العاصمة “نصف ثورة انتحار جماعي” أقنعت الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد يُحيي هذا الانسحاب أخيرا الدينامية الديمقراطية في تونس الغارقة منذ فترة طويلة في “مشاحنات كبار السياسيين”.

الحملة المناهضة
وذكر الكاتب أن سقوط بوتفليقة أثار الحميّة المعادية للثورة في صفوف معسكر الدول التي يقوم اقتصادها على النفط. فبعد يومين فقط، شنّ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر هجوما غير مسبوق على طرابلس ونجح في عرقلة مؤتمر المصالحة الوطنية الذي رعته الأمم المتحدة لفترة طويلة. أما في 11 أبريل/نيسان، فلم يتقبّل الشعبُ المجلسَ العسكري السوداني -الذي أطاح بالرئيس عمر البشير- بموافقة كل من الرياض وأبو ظبي، مما أدى إلى استبداله في اليوم الموالي بمجلس عسكري جديد يعتقد أنه مرتبط بدولتين خليجيتين.

وخلال الفترة الممتدة من 20 إلى 22 أبريل/نيسان، دُعي الشعب المصري إلى إجراء استفتاء، يعد الرابع منذ ثماني سنوات، من أجل السماح للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتشبّث بالسلطة حتى سنة 2030. والجدير بالذكر أن الدول التي يقوم اقتصادها على البترول تموّل بسخاء التبرعات العينيّة التي تقدّم لملايين الناخبين.

وأفاد الكاتب أن الرياض وأبو ظبي لا تدّخران جهدا عندما يتعلق الأمر بحشد المليشيات في اليمن وليبيا خدمة لعملائهما المحليين. وفي المقابل، نأت الاحتجاجات الشعبية في كل من الجزائر والسودان بنفسها عن الإسلام السياسي حيث تصدّر الناشطون والنساء المشهد، وأصبحوا يُعدّون بالنسبة للشعب الجزائري بمثابة رموز.

(المصدر: لوموند / الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى