مقالاتمقالات المنتدى

لصوص (المورد النبوي) وجناياتهم الثلاث!

لصوص (المورد النبوي) وجناياتهم الثلاث!

بقلم أ. د. فؤاد البنا

منذ أن انقلب الحوثيون على السلطة الشرعية في اليمن وبعد أن غادروا مربع التقية، وهم يبذلون كل جهد في سبيل سرقة ثروات اليمنيين، ويجترحون كل حيلة من أجل استلاب أموالهم، فقد ابتدعوا دعاوى وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها الاحتفال ب(المولد النبوي) على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي أحالوه إلى (المورد النبوي)، حيث يملأون كل عام خزائنهم بالمليارات، وينفقون جزءً منها على الدعاية للسلالة اللهبية التي ورثت خصائص النبوة وحقوقها، متوسلين بالشعارات الخادعة ومتسلحين بالعنف المفرط.

والحقيقة أن هؤلاء السُّراق يرتكبون بهذا الفعل القبيح ثلاث جنايات فظيعة:
الأولى: أنهم يدّعون الانتماء إلى غير أبيهم، فهم ينتمون -إن تأكدت أنسابهم- إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي كان ابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أكد القرآن الكريم بلسان عربي مبين أنه لم يكن له أبناء ذكور، بقوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} ومن ثم فإن الرابطة التي تربطه بجميع المسلمين متعلقة برسالته وختمه للنبوة التي ظلت إحدى غاياتها الكبرى إرساء قيمة المساواة بين الناس، وهي التقوى، تلك القيمة التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يتبرأ بجوانحه وجوارحه من عمه الهاشمي أبي لهب، ويحتضن في المقابل أشخاصا مساكين مثل سلمان الفارسي الذي انحدر من أشد الأعراق محاربة للعرب في ذلك الزمان، قائلا له وعنه: (سلمان منا آل البيت)!

الثانية: أنهم يخادعون المسلمين باسم محمد صلى الله عليه وسلم، مثل من يصب في قارورة خمراً ويكتب عليها ماء زمزم، حيث اتخذوا من القلوب الزاخرة بعواطف الحب لمحمد ومن العقول الفارغة من العلم بما جاء به محمد، اتخذوا منها مطية للوصول إلى استلاب أعظم الحقوق الإنسانية من عامة المسلمين، وهم بذلك إنما يسيئون لمحمد صلى الله عليه وسلم بقدر ما يشبعون شهواتهم ويسيرون خلف أهوائهم ونزواتهم التي زينها لهم الشيطان!

الثالثة: أنهم يَقلبون الوسيلة إلى غاية والغاية إلى وسيلة؛ فإن محمدا صلى الله عليه وسلم إنسان مثل كل الناس، ولم يكتسب عظمته من سلالته وصفاته الوراثية وإنما من التربية الإلهية له، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “أدّبني ربي فأحسن تأديبي”، وحصل على مكانته المتميزة عند الله من الرسالة التي حملها والدعوة التي نذر نفسه من أجل خدمتها.
وإذا أحسنا الظن بهؤلاء السلاليين، فإنهم قد أحبوا الظرف وتركوا الرسالة، إذ قادهم الفناء في عشق تكوينه الترابي إلى العبث بتعاليمه الروحية التي وردت في ثنايا رسالته العظيمة، بل وداسوا بأقدام نزواتهم السلالية على تعاليمه السماوية التي تجعل الإنسان بنيان الله وتحذر من هدمه بأي وسيلة كانت، وتعدّ حرمة المسلم أشد من حرمة الكعبة التي هي أخص بيوت الله وأعظمها في الكون كله، وتحكم بكل وضوح بأنه سيقطع يد أحب الخلق قاطبة إلى قلبه وهي فلذة كبده فاطمة، إن هي سرقت شيئا بسيطا من أموال الناس، هذا في الشأن الدنيوي، أما في الشأن الأخروي فقد أكد بأنه لا يغني عنها من الله شيئا إن لم تبادر إلى الالتزام بما جاء به من تعاليم، داعياً إياها للعمل من دون تواني مثل سائر المسلمين، ورفع صوته بالقول بأن كل جسم نبت من حرام فإن النار أولى به!

فهل يعي هؤلاء هذه الأمور، وهم يسرقون أموال الناس من غير حق، بل وينهبونها بكل ما رزقهم الله من قوة؛ بحجة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى