أخبار ومتابعات

فهمي هويدي: ثمة تغير في السياسة السعودية يتعين على مصر أن تتحسب له

 

فهمي هويدي: ثمة تغير في السياسة السعودية يتعين على مصر أن تتحسب له

أكد الكاتب والمفكر المصري الاستاذ “فهمي هويدي” أن هناك ثمة تغير مهم في سياسة المملكة العربية السعودية يتعين على مصر أن ترصده وأن تتحسب له، معتبراً أن السعودية أوصلت رسالة للجميع خلال الزيارة الأخيرة للرئيسين المصري والتركي.

وقال هويدي في مقال نشره موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: “ان خلاصة الرسالة التي أوصلتها المملكة هو أن وقوف الرياض إلى جانب مصر لا يعني مخاصمة تركيا، باعتبار أن سياسة المملكة في عهدها الجديد لها حسابات مغايرة ورؤية مختلفة لمستقبل الشرق الأوسط، فهي أولا مع الاحتواء وضد الاستقطاب، وهي ثانيا ترى أن من مصلحة المملكة ومصلحة المنطقة أن يعاد رسم تحالفاتها من جديد لمواجهة التحديات الطارئة في الساحة التي أصبحت تهدد الجميع بدرجات متفاوتة”.

واعتبر هويدي أن “معالم التغيير بدت في السياسة الداخلية السعودية قبل السياسة الخارجية، ذلك أنه خلال الأسبوع الذي أعقب إعلان وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر خلفه الملك سلمان 34 أمرا ملكيا تعلقت بإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية في البلاد”.

كما لوحظ مثلا “أن بعض الدعاة الذين سبق أن صودرت جوازات سفرهم أعيدت لهم تلك الجوازات (أشهرهم الشيخ سلمان العودة)، كما أن إمام الحرم الشيخ الدكتور سعود الشريم -الذي مُنع من الإمامة ومن إلقاء خطبة الجمعة بسبب اتهامه بميوله الإخوانية- أعيد بدوره إلى عمله مرة أخرى”.

وفي اطار كلام المفكر المصري حول السياسة الخارجية للسعودية أكد أن “رحيل الملك عبد الله أثار لغطا كبيرا حول توجهات السياسة الخارجية للملك الجديد، وتحدث ديفد هيرست المحلل البريطاني البارز في تقرير نشر على موقع “هفنغتون” حيث أشار إلى التقارب المحتمل للسعودية مع كل من تركيا وقطر، والاتجاه إلى استعادة الدور التقليدي الذي طالما قامت به المملكة بين فتح وحماس، ولمح إلى احتمال حدوث تغير نوعي في المساندة التي قدمتها الرياض للنظام في مصر”.

وأشار هويدي أن “الكلام الأكثر تفصيلا والذي تناول الشأن المصري ورد في مقالة للدكتور خالد الدخيل، الكاتب البارز والأكاديمي المعروف، والذي نوه في مقالته بتأكيد الملك سلمان بن عبد العزيز أن الدعم السعودي لمصر لن يتغير، وأن الحاجة ملحة لإقامة مثلث سعودي مصري تركي يمثل مصلحة إستراتيجية للأطراف الثلاثة، فهي في رأيه أطراف تتكامل فيما بينها سياسيا واقتصاديا، والتنسيق بينها سيعيد إلى المنطقة شيئا من التوازن بعد سقوط العراق وسوريا، إلى جانب أنه سيشكل حاجزا أمام الدور الإيراني الزاحف، مستهدفا تأسيس حالة من الاستقرار في خضم المرحلة المضطربة حاليا”.

وأما عن اليمن فقد نوه هويدي أنها “تمثل الآن أهم تحدٍ خارجي يواجه نظام الملك سلمان، ذلك أن استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة يعد بمثابة تهديد مباشر لأمن المملكة، فضلا عن أنه يوفر مناخا مواتيا لانتشار تنظيم القاعدة الذي تتمركز بعض قواعده في الجنوب. وإذا أضفنا أن جماعة داعش أصبح لها حضورها في شمال البلاد، فإن ذلك يضيف تعقيدا جديدا على المشهد”.

وأضاف: “الشاهد أن عملية مراجعة خطوط السياسة الخارجية للمملكة شملت العديد من دوائر العلاقات، وانطلقت من فكرة السعي للاحتواء وتجاوز حالة الاستقطاب التي حكمت علاقاتها في السنوات الأخيرة”.

واختتم المفكر المصري مقاله بالقول: “إن الجمود أو الموات الذي ران على علاقة المملكة بحركة حماس خلال السنوات الثلاث الماضية بوجه أخص دبت فيه الحياة في الأسابيع الأخيرة، وقال لي المصدر السعودي المتصل بدائرة القرار إن الجليد ذاب على الأقل، وإن استعادة الدفء في علاقات الطرفين تُبلور في هدوء بمضي الوقت”.

متسائلاً: “كيف ستؤثر تلك المتغيرات على الأوضاع في الخليج؟ وكيف ستتعامل معها مصر؟ غيري سيجيب عن هذه الأسئلة خلال الأسابيع المقبلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى