
غزة بين بني إسرائيل.. والصحابة..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلّح( خاص بالمنتدى)
(….فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ).. هذا النص، جاء على لسان بني إسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام، حينما قال لهم، ادخلوا الأرض المقدسة.. فكان الرد منهم بهذه الوقاحة، والصلافة والبذاءة، وقلة للأدب والأخلاق في التعامل مع نبيهم، ومع رب نبيهم سبحانه.. بغض النظر عن دافع بني إسرائيل في رفض الذهاب إلى الأرض المقدسة، إلا أن الموقف هذا نذكره اليوم، لنذكر معه موقف أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في معركة بدر.. ونرى الفارق بين الموقفين من ناحية، ومن ناحية أخرى لنسأل أنفسنا، هل نحن مع بني إسرائيل في ذات الدائرة بما يحدث في غزة، وعدم نصرتها والجهاد فيها، أم نحن مع أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في وجوب خوض المعركة مع غزة، كلٌ من موقعه، وبالأساليب التي تحقق النصرة والمساندة.. موقف أصحاب بدر، سجله التاريخ بمداد من ماء الرجولة، والشجاعة والانتماء.. فعندما استشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه في مكان النزول في المعركة، والقتال في بدر.. وقف الصحابي الجليل المقداد بن عمرو الكندي قائلاً ” يا رسول الله، لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ولو بلغت بنا برك الغماد ما تخلف عنك أحد.. ولا نقول كما قال قوم موسى لموسى: { اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن يسارك..”
نلاحظ أن هناك فرقا واضحا بين الموقفين..
الفريق الأول يتخلى عن نبيّه، بكل حقارة وخوف وجبن..
والفريق الثاني عكسه تماماً.. استعداد عالٍ ومنقطع النظير، للتضحية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مهما كانت النتائج والفاتورة عالية من التضحيات..
غزة لا زالت تنادي، مع كل قطرة دم تنزف، ومع كل آهٍ تمزق قلوب الناس.. ولا زالت تنادي..
فهل نحن مع بني إسرائيل.. أم مع الصحابة الكرام.. إما أن نكون، أو لا نكون.. فساحة الفعل في غزة، لا زالت تحتاج إلى كل جهد وفعل يمكن أن يساهم في وقف هذه المقتلة، التي يقودها العدو المجرم في حقنا في غزة، مدعوماً بكل أدوات القتل والدمار والإبادة من عالم غربي مجرم، ومشارك في هذه الحرب..
إما أن نقول لغزة، لو خضتى غمار البحر لخضناه معك.. أو نقول لغزة قاتلي وحدك أنت وربك، فالأمر لا يعنينا.. ففي أي الفريقين نحن..
فريق في الجنة.. وفريق في السعير..!!
اللهم إنا نشهدك أنّا مع غزة، حتى لو خاضت بنا غمار البحر، لخضناه معها.. يارب غزة وكفىٰ..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح التلاحم مع غزة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرا أيضا:غزة.. والفزّاعة بتوسيع الحرب..!!