مقالات مختارة

عن الإدانات فاقدة المروءة والرجولة

عن الإدانات فاقدة المروءة والرجولة

عن الإدانات فاقدة المروءة والرجولة

أ. محمد خير موسى

كثير من الدول والكيانات والمؤسسات سارعت إلى إدانة العدوان الصهيوني على الدوحة، وهذا واجب لا يُتصوّر التهاون فيه، لأنّ العدوان على الدوحة عدوان على سيادة الأمة جمعاء، يستوجب التنديد والرفض والوقوف صفًا واحدًا في وجهه.

غير أنّ ما يثير العجب ويستدعي الغضب أنّ جلّ هذه الإدانات أغفلت عن قصد ظاهر ذكر أصل الجريمة الفادحة؛ استهداف الوفد المفاوِض على أرض الدوحة، وفي كل الشرائع، حتى في جاهلية العرب وقوانين الحروب القديمة، كان الوفد والرسل والدبلوماسيون مصونين من العدوان، لا يُمسّون بسوء، لأنّهم رمز الجسر الأخير بين السلم والحرب.

تجاهل المندّدين لهذا الاستهداف المشين لا يُفسَّر إلا بأحد أمرين: إمّا الرضا الضمني بهذه الجريمة، وإمّا الخور المقيت والخوف من أمريكا وحليفها الصهيوني؛ وفي الحالين يكون الصمت أو التجاهل فقدانًا للمروءة، وخيانة لرجولة الموقف، وسقوطًا أخلاقيًا لا يغسله ترديد الشعارات العامة.

إنّ من تلفّع بالصمت أمام هذا الانتهاك لم يبق له من حصانة التاريخ ولا من شرف الانتماء إلا قشور خاوية لا تستره من دناءة الموقف الفاقد للمروءة والرجولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى