كتاباتكتابات المنتدى

خيرِ أيامِ الدنيا

خيرِ أيامِ الدنيا

 

بقلم الشيخ عارف الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)

 

مسألة:
عشر ذي الحجة هي أعظمُ أيام الدنيا وأفضلُها وخيرُها وأشرفُها وأزكاها وأكثرُها ثواباً وأجراً.
أقسمَ الله بها، وأتمَّ فيها الدين، وامتنَّ بها على هذه الأمة، وجعلَ العمل الصالح فيها أحبَّ إليه منه في غيرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ أيام الدنيا أيامُ العشر).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من عملٍ أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى).

مسألة:
حبُ الله تعالى للعمل الصالح في عشر ذي الحجة دليلٌ على عظيم الأجر والثواب، فأجرُ العمل الذي يحبه الله تعالى لا يخطرُ على بال أحدٍ، ولا حصرَ له إلا في علم الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر).

مسألة:
في هذه العشر يضاعف الله فيها الحسنات وينميها ويبارك فيها ولو كانت صغيرةً.
فما من عملٍ أزكى عند الله تعالى، ولا أعظم أجراً من عملٍ صالحٍ يفعله العبد في عشر ذي الحجة،
وهذا الفضل ثابت لكل عملٍ صالحٍ يفعله العبد في العشر.

مسألة:
ما يشرعُ في سائر الأوقات يزداد تأكيداً في العشر، فإن العمل يَشرفُ بشرفِ الزمان والمكان مع تقوى الله.

مسألة:
الذنوب والمعاصي في العشر أقبحُ وأفحشُ منها في غيرها، فاحذروا من الذنوب والمعاصي، وتوبوا إلى الله من جميع الذنوب.

# بعض الطاعات التي نؤكد عليها في العشر.

مسألة:
يستحبُ صيام تسع ذي الحجة.
قال الإمام النووي رحمه الله: (يستحبُ ُصيام العشر استحباباً شديداً ولا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة).
والصوم عبادة لا مثلَ لها ولا يعدلها شيءٌ، ولا يعلم ثوابها إلا الله، وثوابها بلا حساب.
فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة) صحيح أبي داود.
ويمكن لمن كان عليه قضاءٌ من رمضان أن يقضيه في عشر ذي الحجة فيكون قد قضى ما عليه في خير أيام الدنيا.

مسألة:
يوم عرفة أفضل أيام الدنيا.
وهو أكثر يوم يعتق الله فيه الرقاب من النار.
وصومُ يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.
والراجح من أقوال العلماء أنه يكفر الذنوب كبيرَها وصغيرَها بفضل الله تعالى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق ولم يقيد ذلك بالصغائر فقال:(احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).
وبناءً عليه فإن صيام يوم عرفة أعظمُ من صوم سنتين لأنه مكفرٌ للذنوب ماحٍ للسيئات.

مسألة:
العمل الصالح في العشر أفضل من الجهاد في سبيل الله، فكيف بالجهاد في هذه العشر.

مسألة:
من أعظم الأعمال الصالحة أجراً ما كان نفعها مُتَعَدٍّ إلى الغير فكيف إذا فعلها العبد في عشر ذي الحجة: ككفالة الأيتام والأرامل وأسر الشهداء وعلاج جرحى المجاهدين وإغناء الفقراء والمحتاجين، ونحو ذلك من أعمال البر.

مسألة:
التكبير والتهليل والتحميد شعارُ العشر.
يشرع في العشر الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيامٍ أعظمُ عند الله ولا أحبُّ إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

مسألة:
التكبير في العشر قسمان:
مطلق ومقيد

الأول:
التكبير المطلق، ويشرعُ في كل وقتٍ ويبدأ من غروب شمس آخر يومٍ من ذي القعدة ويستمر إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
قال البخاري رحمه الله تعالى: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما).
وعن ميمون بن مهران قال: (أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت لأشبهه بالأمواج من كثرتها).

الثاني:
التكبير المقيد، وهو التكبير عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من صلاة الفجر يوم عرفة ويستمر حتى صلاة العصر من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

ويبدأ المصلون بالتكبير بعد السلام وبعدها يأتون بالأذكار المسنونة عقب الصلوات المفروضة.

مسألة:
وتشرع الأضاحي في يوم النحر وهو من العشر، وفي الأضحية تكفيرٌ عن سيئات المضحي وكل عضو من الأضحية يذهب بسيئات العضو المقابل له من المُضَحِّي، ويُكتبُ له بِقَدرِ شعرها ولحمها من الحسنات بفضل الله.

مسألة:
أعظمُ شعب الإيمان قول (لا إله إلا الله) وأشرفُ الذكر قراءة القرآن فإن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه.
فلا أقلَّ من أن يختم الواحد منا القرآن في هذه العشر مرة واحدة على الأقل.
وأكثروا فيها من ذكر الله تعالى: قائمين وقاعدين وراكبين وراجلين وفي كل حالٍ.

مسألة:
من دعا إلى خيرٍ كان له من الأجر مثل أجور من عمله لا ينقص من أجورهم شيء، فكيف إذا أرسلت هذه الرسالة إلى غيرك فكنت سبباً في فعله للخير في هذه العشر.

أيها المؤمنون هذه أعظمُ مواسم الطاعات فاعمروا أوقاتكم فيها بما يقربكم إلى الله من سائر الطاعات.
وتضرعوا إلى الله بالدعاء ليرفع عنا ما حل بنا من البلاء، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يكفينا شر أعداء الإسلام والمسلمين بما شاء وكيفما شاء.
لذلك ينبغي للمسلم أن يستعد لهذه العشر ويستشعر هذا الفضل فيكثر من الأعمال الصالحة، فيبادر إلى كل عملٍ صالحٍ يتيسر له فعله.

ولا يوفق لهذا الفضل إلا من وفقه الله.
نسأل الله تعالى أن يستعملنا وإياكم في مرضاته وأن يكتب لنا في هذه العشر أوفر الحظ والنصيب.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا وآله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى