
(تذكير المسلمين الكرام بعلامات حسن الختام)!
بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة) ( خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ والمراد بقولنا حسن الختام أيّها الإخوة الأحبّة الكرام: هو توفيق اللّه الملك العلّام لعبده المسلم لعمل الصّالحات وترك السّيّئات في هذه الحياة إلی آخر لحظة قبل الوفاة وأن يوفّقه اللّه ﷻ لفعل الخير والإحسان علی مدی الأيّام وأن ييسّر له العمل الصّالح علی الدّوام إلی أن حين قبض روحه من ملائكة اللّه بسلام! ولعلّ أهمّ أسباب حسن الخاتمة نسأل اللّه عزّ وجلّ حسن الختام والوفاة علی الإيمان: أن يلتزم المسلم طاعة مولاه وتقواه وأن يستمرّ علی عبادة اللّه ﷻ وأن يستغفر اللّه ثمّ يسعی لإصلاح ظاهره وباطنه وأن يخلص عمله للّه وأن يكون بين الخوف والرّجاء وأن يحبّ لقاء فاطر الأرض والسّماء قال ﷺ: {مَنْ أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَه ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَه}!
إليكم أيّها الإخوة الأحبّة الكرام أهمّ علامات حسن الختام:
1. النّطق بالشّهادتين عند الموت: قال رسول اللّه ﷺ: {مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّهُ: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ}.
2. الموت حال رشح الجبين: قال الصّادق الأمين ﷺ: {الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ}.
3. الموت في سبيل اللّه: فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه ﷺ: {مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ}؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ: مَنْ قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ: {إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ} قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللّه؟ فقَالَ: {مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللّه فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ} وقد ذكر ﷺ في حديث صحيح أنّ الشّهداء ثمانية أنواع: {الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ} وقال ﷺ: {مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ} وقال ﷺ: {الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ وَالغَرِقُ وَصَاحِبُ الهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللّهِ}.
4. الموت في ليلة أو في يوم الجمعة: قال ﷺ: {مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ}.
5. الموت على عمل خير صالح: قال ﷺ: {مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْماً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللّهِ خُتمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ}.
6. ثناء عباد اللّه الصّالحين خيرًا على من مات من المسلمين: فعن أنس بن مالك رضي اللّه عنهما قال: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِي عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقَالَ رَسولُ اللّه ﷺ: {وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ} ثمّ مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِي عَلَيْهَا شَرٌّ فَقَالَ النّبيّ ﷺ: {وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ} قال عمر أمير المؤمنين رضي اللّه عنه: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ! فَقَالَ رَسُولُ اللّه ﷺ: {مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللّهِ فِي الأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللّهِ فِي الأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللّهِ فِي الأَرْضِ}.
7. المَوت بسبب حادث السّير: قال ﷺ: {مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ}.
8. الوفاة بسبب الجهر بكلمة الحقّ أمام وليّ أمر كفر أو ظلم أو فسق: قال ﷺ: {سَيّدُ الشّهداءِ حَمزةُ بنُ عبدِ المُطّلبِ وَرَجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائرٍ فَأمرَهُ وَنهاهُ فَقتَلَهُ}.
9. الموت في المدينة النّبويّة المنوّرة: قال ﷺ: {مَن اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا}.
10. الموت بعرفات في موسم الحجّ: فعن عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: {اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا} وَفِي رِوَايَةٍ: {وَلَا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلَا رَأْسَهُ}.
11. الرّباط في سبيل اللّه قال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ} وقال ﷺ: {كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر} وقال ﷺ: {مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}! اللّهمّ ربّ الأرض والسّماء أحينا سعداء وأمتنا شهداء واحشرنا مع الأنبياء إنّك سميع الدّعاء.. وها نحن أولاء نقول في الختام للأحباب: ردّدوا بارك اللّه فيكم ما جاء في الكتاب: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾.
إقرأ أيضا:ماذا سنقول لله عن موقفنا من غزة