أخبار ومتابعاتمتابعات

البيان الختامي للمؤتمر الدولي عن الشيخ عبد المجيد الزنداني -تراثه وفكره –

 

البيان الختامي للمؤتمر الدولي عن الشيخ عبد المجيد الزنداني -تراثه وفكره –

 

الحمد لله الذي رفع درجات العلماء العاملين، وحفظ بعلمهم ميراث الأنبياء والمرسلين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فبفضلٍ من الله وتوفيقه ثم برعاية كريمة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والمفكرين من مختلف الدول الإسلامية، انعقد المؤتمر الدولي (الشيخ عبد المجيد الزنداني – تراثه وفكره) خلال الفترة من (24 إلى 25 جمادى الأولى 1447 هـ، الموافق لـ 15 إلى 16 نوفمبر 2025م)، والذي نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، وحضور واسع من الباحثين في الجامعات والمراكز العلمية.

وقد هدف المؤتمر إلى إبراز الدور العلمي والايماني والفكري والدعوي والتربوي والإصلاحي للشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني – رحمه الله –، وتوثيق جهوده في خدمة الدين واللغة والعلم، والإفادة من تجربته التجديدية الرائدة في مجالات الإعجاز العلمي، والتعليم، والإصلاح، والحوار، والسياسة، والعمل الإنساني ودفع الباحثين لدراستها.

وقد افتتح المؤتمر بايات من الذكر الحكيم، تلتها كلمات سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور علي القره داغي ممثلا عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وممثل رئيس الشؤون الدينية والشيخ حميد الأحمر وممثل أسرة الزنداني، والشيخ نصر الله رئيس وقف علماء الإسلام، والشيخ عصام البشير، والشيخ عبد الوهاب إكينجي، والدكتور علي العشي، والدكتور فضل مراد، وتناولت هذه الكلمات السيرة والمسيرة للشيخ العلامة الزنداني، ولفكره وثراته بإيجاز.

وخلال جلسات المؤتمر التي امتدت يومين متواصلين، قُدمت عشرات البحوث العلمية المحكمة التي تناولت شخصية الشيخ الزنداني رحمه الله، من جوانب متعددة، توزعت على محاور ثمانية، شملت الإسهاماتِ العلمية والفكريةِ، والإعجاز العلمي، والتربيةِ والتعليم، والإصلاح الاجتماعي، والفكر السياسي والاقتصادي، والإرثِ الفكري والشخصي، والحوار، والدفاع عن الإسلام، وغيرها من المجالات التي تجسد شموليته واتساع أثره في الأمة.

وبعد مناقشة الأبحاث والحوارات العلمية المعمقة، خلص المؤتمر إلى جملة من النتائج والتوصيات، من أبرزها:

1. تأكيد ريادة الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله في تأسيس منهج الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية تأصيلًا وتطبيقًا، والمطالبة بتحويله إلى مشروع علمي مؤسسي عالمي.

2. إبراز جهوده التجديدية في التوحيد والدعوة وحوار الأديان والتصدي لموجة الالحاد.

3. يدعو المؤتمر إلى إدماج مادة الإعجاز العلمي في المناهج الجامعية بكليات الشريعة والدعوة، مع تطويرها لتواكب المستجدات العلمية الحديثة.

4. تأسيس وقف يحمل اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني يُعنى بجمع وتفعيل تراثه العلمي والدعوي وتوثيقه ونشره وترجمته إلى لغات متعددة .

5. دعوة الجامعات ومراكز البحث العلمي إلى توجيه الدراسات العليا نحو دراسة فكر الشيخ ومنهجه في مجالات التوحيد والإعجاز العلمي والتربية والإصلاح الاجتماعي والحوار الحضاري.

6. إنشاء منصات رقمية متعددة اللغات تقدم فكر الشيخ بأسلوب معاصر.

7. العمل على تحويل تراث الشيخ المسموع والمرئي والمقروء إلى موسوعة علمية شاملة، بحيث تحفظ تراثه الدعويَّ والعلميَّ للأجيال القادمة.

8. إحياء المشاريع التي خدمها الشيخ في حياته وتفعيل المؤسسات ودعمها.

9. تشجيع البحوث المقارنة التي تُبرز تميّز منهج الشيخ في الجمع بين النقل والعقل، وبين النص العلمي والواقع المعاصر، مع تطوير أدوات التحليل في هذا المجال.

10.تفعيل التعاون المؤسسي بين العلماء الشرعيين والعلماء الطبيعيين لتعميق مفهوم الإعجاز العلمي وضبط منهجيته.

11. إحياء تجربة جامعة الإيمان التي أسسها الشيخ الزنداني، وتعزيز رسالتها في إعداد الدعاة والعلماء وفق منهج علمي متوازن يجمع بين العلم والإيمان والعمل.

12. الاقتداء بنموذجه في الإصلاح الاجتماعي والسياسي الراشد، وجمع الكلمة، وبناء مؤسسات الدعوة والتعليم على أسس علمية راسخة.

13. يدعو المؤتمر إلى تفعيل المزيد من الدراسات حول فكر الشيخ وتجاربه وممارسته في عمله السياسي.

14. يدعو المؤتمر الحكومة اليمنية الى رعاية جامعة الايمان وتفعيل دورها العلمي والدعوي والاجتماعي ، والمحافظة على مكتسباتها.

15. إنشاء جائزة سنوية تحمل اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني لأفضل بحث أكاديمي في مجالات الإعجاز العلمي أو الفكر الإسلامي التجديدي.

ويدعو المؤتمركافة المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرسمية وغير الرسمية إلى تبني هذه التوصيات والعمل على تنفيذها إسهاما في خدمة البحث العلمي وقضايا الأمة الإسلامية.

واختتم المؤتمرُ أعمالَه بالدعاء للشيخ عبد المجيد الزنداني – رحمه الله – بالرحمة والمغفرة، وأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدم لدينه وأمته، كما عبّر المشاركون عن شكرهم وتقديرهم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولجميع اللجان العلمية والتنظيمية والإعلامية وكلِّ من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر العلمي المبارك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى