متابعات

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتبنى الجانب الشرعي لــ “مشروع الحلال الطيب” من إسطنبول

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتبنى الجانب الشرعي لــ “مشروع الحلال الطيب” من إسطنبول

يعمل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على دراسة تبني شراكة استراتيجية مع شركة “أركيتاس” للاستشارات التكنولوجية، والتي تعنى إنشاء منصة رقمية عالمية لإصدار شهادات الحلال، وتمكين الرقابة في سير العمليات والإجراءات المتعلقة بالحلال.

جاء ذلك خلال فعاليات معرض “إكسبو حلال 2019″، والمقام بمركز أوراسيا للفنون في منطقة يني كابي بولاية إسطنبول التركية.

وقد عبر الدكتور عبدالوهاب إيكنجي عضو مجلس الأمناء ورئيس فرع تركيا، في رسالة مكتوبة للأمين العام للاتحاد الأستاذ الدكتور علي القره داغي يكشف فيها مساعي الاتحاد في تبني مشروع واعد في صناعة الحلال.

حيث ذكر د. عبدالوهاب إيكنجي “أن موضوع الحلال بات مسألة مهمة دينياً ونظرياً وإنسانياً، وأنه يهم كل مسلم في حياته، وفي عباداته التي يتوقف قبولها على الرزق الحلال، والأكل الحلال.

وأضاف “العالم اليوم يعاني من مشاكل كبرى حول الغذاء من حيث الوجود والوفرة، ويعاني أكثر من مليار إنسان (أي سدس البشرية) من الجوع وسوء التغذية”.

وأكد الاتحاد في الرسالة “أن تجمّع أكبر مؤسسة علمائية “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، الذي يقوم برعاية الجانب الشرعي بدقة وعمق بإذن الله، مع “مؤسسة تقنية علمية عالمية” شركة ” أركيتاس ” التي تقوم بالتدقيق في الجانب العلمي والتقني، ستحقق الأهداف المرجوة بإذن الله تعالى من توفير الحلال الطيب المبارك، ومنع الحرام الضار الخبيث الفاسد”.

ودعا الاتحاد “الحكومات والشعوب ومنظمي المؤتمر دعم (مشروع الحلال الطيب) بكل إمكانياته، ليكون مشروع للعالم أجمع، موضحاً أننا في حاجة إلى الحلال الطيب في كل شيء وإلى درء الحرام الخبيث ومنعه لينشأ أولادنا وذريتنا نشأة على الحلال الطيب”.

كما أكد الاتحاد أيضا أنه بصدد “تطوير منصة رقمية عالمية للأعمال الخيرية والإنسانية من خلال شركة التطوير”أركيتاس” وذلك قصد تحقيق الكفاءة اللازمة في هذا المجال والقضاء على كل أشكال توظيفها في آفات غسيل الأموال ونشر التطرف والإرهاب”.

كما سيقوم الاتحاد أيضا شريكه ببناء منصة رقمية تعليمية عالمية لنشر الوعي والفكر الإسلامي التجديدي والوسطى.

إليكم نص كلمة الأستاذ الدكتور علي القره داغي المين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

كلمة

فضيلة أ. د . علي محيي الدين القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يلقيها نيابة عنه فضيلةالشيخ عبد الوهاب إكينجي رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتركيا.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيّبين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد

أصحاب المعالي والسماحة و السعادة الحضور الكرام، أحييكم باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئاسة وأمانة وأعضاء، فسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته

وأشكر الإخوة المنظمين لهذا المؤتمر الكبير حول موضوع يعد من أهم الموضوعات دينياً ونظرياً وإنسانياً، إنه موضوع الحلال الذي يهم كل مسلم في حياته، وفي عباداته التي يتوقف قبولها على الرزق الحلال، والأكل الحلال حيث ورد في الحديث الصحيح ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) البقرة الآية 172.

أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات:

إن العالم اليوم يعاني من مشاكل كبرى حول الغذاء من حيث الوجود والوفرة، حيث يعاني أكثر من مليار إنسان (أي سدس البشرية) من الجوع وسوء التغذية، وحسب التقارير الأمية أن أكثر من سبعة ملايين طفل يموتون سنوياً بسبب الجوع وسوء التغذية، أي بمعدل 17 ألف طفل في اليوم، وطفل واحد كل خمس ثوان، فهذا رقم مرعب، ومع الأسف فإن معظم هؤلاء من المسلمين.

ومع هذه المشكلة التي تتعلق بدنياهم فإن المسلمين يعانون من مشكلة أخرى تتعلق بدينهم وآخرتهم، وهي مشكلة الطعام الحرام من ناحيتين:

الناحية الأولى: أن الطعام الحرام يشمل جميع الأطعمة التي فيها ضرر بالإنسان، أو الحيوان، أو البيئة، فالله تعالى حرّم جميع المفاسد والمضار، والخبائث بل ربط الحرمة بالخبث فقال تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) سورة الأعراف الآية 157، أي يحرم عليهم جميع ما استخبثثته الفطَرُ السليمة.

ولذلك فالحلال هو الطيبات التي تُطيبهَا الفطر السليمة فقال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ) سورة الأعراف الآية 157، وهذا الجانب يتعلق بأهل التخصص والذكر ليبينوا الأطعمة والأشربة التي هي من الطيبات، وليست من الخبائث، والمضاروالمفاسد.

الناحية الثانية: الأطعمة والأشربة التي حرمتها الشريعة، وهذا الجانب إنما يتحقق من خلال أهل التخصص والذكر من الفقهاء الربانيين المتعمقين الجامعين بين فقه النصوص الشرعية وفقه التنزيل والواقع والمتوقع، وفقه المقاصد والذرائع والمآلات.

وقد شاء الله تعالى أن يجتمع هذان الجانبان في هذا التجمع المبارك الذي يضم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يضم ألافاً من العلماء، وعشرات من جمعيات العلماء الذي يقوم برعاية الجانب الشرعي بدقة وعمق بإذن الله، مع شركة ” أركيتاس ” التي تقوم بالتدقيق في الجانب العلمي والتقني وبشكل متطور متلائم مع عالمنا المتطور المتقدم.

فهذه الشراكة بين أكبر مؤسسة علمائية ومؤسسة تقنية علمية عالمية ستحقق الأهداف المرجوة بإذن الله تعالى من توفير الحلال الطيب المبارك، ومنع الحرام الضار الخبيث الفاسد.

وأملنا في هذا المؤتمر دعم هذا المشروع ( مشروع الحلال الطيب ) بكل إمكانياته، بل طلبنا من أمتنا حكومات وشعوباً تبني هذا المشروع على مستوى الأمة ليكون مشروعها الذي تقدمه إلى العالم أجمع الذي ما أحوجه إلى الحلال الطيب في كل شيء وإلى درء الحرام الخبيث ومنعه لينشأ أولادنا وذريتنا نشأة على الحلال الطيب.

ولذلك يحرص الاتحاد على الآتي :

١. مواكبة التطور التكنواوجي وتوظيفه في ترشيد الأعمال وتحقيق الكفاءة والنجاعة وتقليص مستوى المخاطر إلى حده الأدنى.

٢. استثمار المجال التكنولوجي لتحويل وتنزيل المبادئ والأخلاقيات والقيم الإسلامية والإنسانية عبر تطبيقات عملية ملموسة لتحقيق التعاون والتواصل الإنساني والعيش المشترك.

٣. اختيار العمل وفق المنظومات التكنولوجية المتطورة (البلوكتشن، الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها) من أجل تحقيق كفاءة عالية في مجالي التتبع والشفافية في أعمال الاتحاد كهيأة عالمية والعمل على تجويد صناعة الفتوى وتطبيقها على نطاق واسع بما يسهم في تحسين وعي المجتمعات المسلمة وتحقيق التواصل الفعال مع الثقافات والاديان الأخرى.

والتحقيق ذلك أقدم الاتحاد على اتخاذ قرار مهم لمواكبة التطورات التكنولوجية وتجاوز كل التحديات بالانخراط والاندماج في المنظومة التكنولوجية العالمية من خلال عقد شراكة استراتيجية مع شركة “أركيتاس” للاستشارات التكنولوجية وذلك قصد إنشاء منصة رقمية عالمية لإصدار شهادات الحلال وتمكين الرقابة في سير العمليات والإجراءات المتعلقة بالحلال عبر عولمة الفتاوى والتقليل من الوسطاء والبيروقراطية والقضاء على الفساد والاختلالات التي يعرفها هذا المجال.

كما أن الاتحاد بصدد تطوير منصة رقمية عالمية للأعمال الخيرية والإنسانية لتحقيق الكفاءة اللازمة فيها والقضاء على كل أشكال توظيفها في آفات غسيل الأموال ونشر التطرف والإرهاب .

وسيقوم الاتحاد أيضا ببناء منصة رقمية تعليمية عالمية لنشر الوعي والفكر الإسلامي التجديدي والوسطى. والله الموفق

أ.د علي محيي الدين القره داغي

30/3/1441هـ

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى