مقالاتمقالات المنتدى

إطلاق المفرقعات من المحرّمات

إطلاق المفرقعات من المحرّمات

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ ويقول ﷺ: {مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ} ويقول ﷺ: {لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ.. وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ} إخوتي الأكارم يعاني شعبنا المظلوم من ظاهرة سيّئة اليوم هي إطلاق النّار في مناسبات الأفراح وخاصّة عند ظهور نتائج الامتحانات الثّانويّة العامّة التي سيتمّ الإعلان عنها في صباح غد الإثنين بإذن ربّ العالمين مع التّذكير بأنّ المستوطنات هي مصدر جميع هذه المفرقعات وهي غالية الثّمن وتشوّه صورة الوطن وتنشر الفوضى في البلاد بل تبثّ الرّعب بين العباد وقد أمرنا ﷺ عدم إيذاء النّاس بقوله: {إذا مَرّ أحَدكُم في مَسجدِنا أوْ في سُوقِنا وَمعه نَبْلٌ فَليُمْسِكْ على نِصالِها بِكَفّهِ أن يُصيبَ أحَدٌ مِن المُسلِمين مِنها شَيءٌ} ونهى ﷺ أن يتعاطى السّيف مسلولا فقال: {مَن أشارَ إلى أخيهِ بِحَديدةٍ فَإنّ المَلائكة تَلْعَنهُ حتّى وَإن كانَ أخاهُ لِأبيهِ وَأمّهِ} فإذا كان الذي يشير بحديدة معه ليخيف غيره ولو مازحا فإنّه يستحقّ اللّعن فما بالك بمن يخيف النّساء والصّبيان وكبار السّنّ؟! إنّ هذا الوعيد الشّديد والتّهديد الأكيد هو عقوبة للتّافه العنيد الذي أخاف غيره بآلة حديد فكيف بمن أطلق الرّصاص من فوق رؤوس النّاس؟! قال ﷺ: {لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلما) فيا للّه كم من طفل تيتّم وزوجة ترمّلت وفرح تحوّل بسبب الرّصاصات من مستهتر يمزح إلى ترح وكم من امرأة ورجل وشابّ وطفل لقي حتفه فورا على عجل برصاصة طائشة من مراهق مختلّ العقل حين مروره بالقرب من ذلك الحفل مع أنّه لا ناقة له ولا جمل؟! وإذا كان ﷺ نهى عن حمل السّلاح مكشوفاً خشية أن يؤذي الآخرين عن طريق الخطأ فما بالكم إخوتي الفضلاء بمن لا يشهر السّلاح سوی في الأفراح والأتراح ثمّ يستعرض عضلاته أمام المكلومين؟! ألا يعلم من سيطلق النّار في هذه الدّيار أنّ نصف شعبنا تحت خطّ الفقر وهذا المسرف المبذّر يشهر السّلاح أمام ربّات الحجال والأطفال وقد أتلف الأموال دون أيّ فائدة تذكر ليقال عنه إنّه البطل الهزبر مع أنّه رعديد أزعر بل تافه مبذّر فعل ما نهی عنه وزجر مولانا خالق البشر القائل في محكم الذّكر: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ ومعلوم أيّها المسلمون أنّ مولانا الحيّ القيّوم يستجيب دعوة المظلوم! ومن هو الذي سيمنع الأخ المكلوم وصاحب الهموم أن يدعو على مطلق النّار الغشوم فيقلب المولی فرحه ترحا سائر ذلك اليوم؟! وهل من النّقل أو العقل أو العدل أنّ الأهل في الضّفّة الغربيّة سيقيمون الأفراح أو اللّيالي الملاح بمناسبة النّجاح في (التّوجيهيّة) ودماء المرابطين في (غزّة الأبيّة) تنزف يوميّا بكرة وعشيّا؟! لقد تعوّدنا كلّ سنة أن الأوائل في المدارس والجامعات والمعاهد هم من روّاد المساجد ولا يخطر في بال النّاجحين من هؤلاء الإساءة للجيران أو الأباعد! خلافا للعلمانيّين من قليلي الأدب والدّين! ونقول باختصار: اللّهمّ لا تبارك في أموال كلّ من يستورد المفرقعات من المستوطنات أو يدعم اقتصاد الاحتلال! واحرم الرّويبضة -أشباه الرّجال- ممّن يرقص علی جراحات شعبنا المفضال ويزعج بالمفرقعات المرضی وكبار السّنّ والأطفال من هداة البال يا ذا الجلال يا متعال!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى