نقد الحضارة الغربيَّة عند مفكري الغرب المسلمين

نقد الحضارة الغربيَّة عند مفكري الغرب المسلمين

تأليف نهى كمال سليم

يعدُّ (علي عزت بيجوفيتش) نموذجًا للمفكِّرين المسلمين الأوروبيين الذين جمعوا بين الثَّقافتين الإسلاميَّة والغربيَّة، يقول بيجوفيتش: “أنا أشعر بأنّني مسلم بقدر شعوري بأنَّني أوروبي، ولا أظنّ أنّ أحدهما يستبعد الآخر.” ، ويشمل هذا التَّيار الفكري عددًا كبيرًا من الكتَّاب والمفكِّرين، مثل: روجيه جارودي ومحمد أسد ومراد هوفمان وغيرهم، الذين شكَّلوا نموذجًا فكريًا مختلفًا وثريًّا جاء نابعًا من وراثتهم للإرث الحضاري الغربي والإسلامي على حدٍّ سواء، ووعيهم بالواقع الغربي والإسلامي وجدلية العلاقة بينهما.وقد تميَّز بيجوفيتش بحرصه الدَّؤوب على التَّكريس لثقافة التَّعايش والحوار الحضاري بين الثَّقافتين، وذلك على الرغم من معاصرته لدروب التَّعصب والتَّهميش للأقلية المسلمة في أوروبا، ومعايشته للصراع الدَّموي الذي عانى منه مواطنو البلقان المسلمون،إلا أنَّه ظلَّ مخلصًا لروح الاستيعاب والتَّعايش ولم يخضع لروح التَّعصب الدِّيني أو العرقي، الذي كان من الطَّبيعي أنْ تسود بعد ما لاقاه المسلمون في البلقان من تعصب وتطهير ديني. يقول بيجوفيتش: “أنا لا أرى وجود اختلافات بين النَّاس أو بين الحضارات ممَّا لا يمكن معه التَّواصل والتَّوافق، فإذا كانت كلّ حضارة هي بصفة أولية مجموعة من القيم، في التَّحليل النَّهائي قيم أخلاقية يعتنقها أصحاب حضارة ما، إذن في مقدورنا أنْ نتحدَّث عن وحدة الحضارات، هذه القضية بالنِّسبة لي هي قضية المساواة الإنسانيَّة، وفي القرآن الكريم آية تقول: {تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}.[آل عمران: 64].

قراءة / تحميل الملف الكامل 

 

 

(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى