خلاف بين أبرز حزبين إسلاميين في الجزائر بسبب سعيد بوتفليقة والجنرال توفيق

خلاف بين أبرز حزبين إسلاميين في الجزائر بسبب سعيد بوتفليقة والجنرال توفيق

برز إلى العلن صراع بين أبرز حزبين إسلاميين في الجزائر، وهما حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، وجبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله، بسبب مبادرة الحركة التي كانت تهدف إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، ولقاءات بين سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، والجنرال توفيق، المتواجدين حالياً في السجن العسكري بالبليدة.
شرارة الخلاف كانت تصريحات عبد الرزاق مقري في ندوة صحافية عقدها، الإثنين، في منتدى صحيفة المجاهد، قال فيها إنّه عرض مبادرته على المعارضة والرئاسة، والتقى سعيد بوتفليقة بعلم الجيش. ومباشرة بعد هذه التصريحات، ردّ النائب البرلماني ورئيس شورى جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، في تصريحات إعلامية، مُفنداً قبول حزبه محاورة أي طرف من المعارضة لشقيق الرئيس السابق، سعيد بوتفليقة، مؤكداً أنه رفض فكرة رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لعب دور الوسيط لإقناع المعارضة بتأجيل الانتخابات لأن الأمر غير دستوري.
وأوضح بن خلاف، حسب «البلاد.نت»، أن مقري لم يوضح في البداية من الذي استقبله في الرئاسة، و»كلنا نعلم أن الرئيس يُسير البلد من فراشه بزرالدة، وبعد إلحاح منا اعترف أن الذي استقبله هو شقيقه سعيد، وآخرون لم يذكر أسماءهم»، وتابع بن خلاف القول بأن جاب الله نصح مقري بأن لا يلعب دور الوسيط بين سعيد بوتفليقة والمعارضة، لأن هذا الأخير انتحل صفة أخيه المريض، كما أبلغه بأن هؤلاء الذين في السلطة لا يؤتمنون، فكم من مرة يعدون بإصلاحات عندما يكونون في حالة ضعف ثم ينقلبون عليها.
هذه التصريحات من بن خلاف أثارت حفيظة القيادي في حمس، ناصر حمدادوش، الذي ردّ عليها سريعاً بالقول: «أخبرناهم بالاتصالات التي قام بها السيد رئيس الحركة:  الدكتور عبد الرزاق مقري مع الرئاسة بواسطة مستشار الرئيس، مع أننا لسنا ملزمين بذلك، ما ينفي سرية الاتصالات كما يدّعي بعضُ المتحاملين، الذين يريدون طعن الحركة في كلّ مرّة».
وأضاف: «نُذكّر السيد بن خلاف بأنّ ما يعيبه علينا بهذه الاتصالات المعلنة والرسمية تقع فيه قيادات من «جبهة العدالة والتنمية» نفسُها، وبعلم الشيخ جاب الله ذاته، عندما تلتقي سرًّا وبدون علم المعارضة ولا مصارحة الرأي العام، مع هذه القوى غير الدستورية (شقيق الرئيس السابق في أكثر من مرّة وباعتراف المعني ذاته)، ومع رأس الدولة العميقة، ومع الوزير الأول الأسبق (عبد المالك سلال)، بل وحتى مع ممثل عن بدوي»، أثناء تشكيله للحكومة الأخيرة، المرفوضة شعبيًّا، بعد الحراك الشعبي».
لم يهدأ بن خلاف قبل أن يرد مجدداً أمس: «لا يحق لأحد أن يفرض علينا أن نكون أتباعاً له أو رافداً من روافده السياسة»، وأضاف: «أؤكد مرة أخرى أن قيادات الجبهة لم تتفاوض مع أي طرف في السلطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حساب الشعب أو باسم المعارضة، ولم يسبق لي شخصياً أن طلبت لقاء شقيق الرئيس رأس العصابة ولم ألتقه ولا أعرفه مطلقاً، على عكس ما اتهمني به المدعو حمدادوش (..) لم نلتق هذا الرجل (توفيق) ولا تربطنا ومؤسسات الجبهة أي علاقة به، بل نحن من ضحاياه».
وتأتي تصريحات القياديين في أبرز حزبين إسلاميين على الساحة الوطنية، لتؤكد أن لقاء أحد أفراد «العصابة»، لا سيما سعيد بوتفليقة أو الجنرال توفيق، أصبح من التهم الخطيرة التي يسارع الجميع إلى التبرؤ منها، ولعل ذلك ما أجبرهما على المسارعة لتبرئة ساحتيهما من هذه التهمة».
وتنذر تطورات الساحة السياسية بأن تكون الأيام القادمة حُبلى بكشف الكثير من الخبايا بين الطبقة السياسية بمختلف مكوناتها بما كان يحدث بينها وبين «العصابة».

(المصدر: موقع المنهل)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى