أخبار ومتابعات

وفاة المفكر الإسلامي الكبير وحيد الدين خان

وفاة المفكر الإسلامي الكبير وحيد الدين خان

توفي في العاصمة الهندية نيودلهي، أمس الأربعاء، المفكر الإسلامي الهندي الكبير “وحيد الدين خان” عن 96 عاماً، تاركاً خلفه مكتبة علمية كبيرة.

وللراحل عشرات الكتب، وكتب بعضها باللغة العربية وبعضها الآخر بالإنجليزية، فضلاً عن مؤلفاته التي تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات.

ويعد كتاب “الإسلام يتحدى” أشهر ما ألفه وحيد الدين خان، كما أنه أولى اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية.

وجمع وحيد الدين خان بين المنهج الإسلامي والمنهج العلمي والفلسفي، وبرز بمحاورة الملحدين واللادينيين في مؤلفاته.

ويتقدم رئيس تحرير مجلة المجتمع الأستاذ محمد سالم الراشد باسمه واسم العاملين بالمجلة بخالص العزاء في وفاة المفكر والداعية الهندي الكبير، سائلا الله تعالى له الرحمة والغفران ولذويه الصبر والسلوان.

وقد نعي الفقيد حشد كبير من السياسيين والمفكرين من بينهم رئيس الهند ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي,

وقال رئيس الوزراء الهندي إنه “حزين” لسماع نبأ وفاة خان. وكتب علي تويتر

“سيُذكر لمعرفته الثاقبة في مسائل اللاهوت والروحانية. وقد كان أيضًا شغوفًا بخدمة المجتمع والتمكين الاجتماعي. التعازي لعائلته ولمحبيه.

وقال الرئيس الهندي رام ناث كوفيند إنه يشعر “بحزن عميق” لوفاة خان، قائلاً: “قدم مولانا وحيد الدين مساهمات كبيرة من أجل السلام والوئام والإصلاحات في المجتمع. خالص التعازي لعائلته ولكل محبيه “.

وحيد الدين خان في سطور:

ولد العلامة وحيد الدين خان في  عام  1925 في مدينة أعظم جره بالهند، مفكر مسلم هندي معاصر، ولهُ فكر متميز يحاول الجمع بين المنهج الإسلامي والمنهج العلمي والفلسفي وبهذا المنهج كان يحاور الملحدين واللادينيين في العديد من كتبهِ. وتتميز مؤلفاته أنها تجمع بين البساطة والتعمق.

وتعلم في جامعة الإصلاح العربية الإسلامية ثم توجه إلى الدراسة باللغة الإنجليزية، وظل العلامة الفيلسوف وحيد الدين يقدم حصيلة فكرة بعد دراسات عميقة. وفي البدء انتظم في سلك لجنة التأليف التابعة للجماعة الإسلامية بالهند وعمل سنوات معدودة، ولأسباب فكرية انفصل عنها ثم أمضى ثلاث سنوات مكباً على التأليف في المجمع الإسلامي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناو ثم شغل رئيس تحرير الجمعية الأسبوعية في دلهي (1967) لمدة سبع سنوات حتى أغلقت المجلة من قبل السلطات الهندية، وفي أكتوبر سنة (1976) أصدر لأول مرة – ومستقلاً عن كافة الهيئات – مجلة (الرسالة)، ودأبت هذه المجلة الشهرية على الصدور حتى الآن، وقد نالت حظاً كبيراً من النجاح والقبول، كما ألف الأستاذ وحيد الدين عدة مؤلفات هامة، نذكر منها على الخصوص : (الإسلام يتحدى) (الدين في مواجهة العلم) (حكمة الدين) (تجديد الدين) (الإسلام والعصر الحديث) (قضية البعث الإسلامي) (الإنسان القرآني) (الإسلام) وقد ترجمت هذه المؤلفات إلى العربية، ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له : (محمد رسول الغلبة) (ظهور الإسلام) (الله أكبر) بالإضافة إلى تفسيره القرآن الكريم (تذكير القرآن) إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتاباً، وآلاف المقالات المنشورة وغير المنشورة.

والميزة التي يمتاز بها وحيد الدين من بين أقرانه من مفكري العصر إتقانه اللغات و قراءة الكتب العلمية والفكرية باللغة الإنجليزية، ويمكن تقدير سعة اطلاعه وعمق دراسته من خلال مؤلفاته ذات المستوى العلمي الرفيع، والتي تظهر عمق ثقافته الإسلامية وتمكنه من ثقافة العصر.

مفكر نادر

والفقيد الكبير كان مفكرا نادرا وموهبة قلمية بارعة ظهرت من خلال مؤلفاته المبكرة، مثل كتابه (الإسلام يتحدى) و (الدين في مواجهة العلم) و (الإسلام والعصر الحديث). وهذه الكتب القيمة التي ألفها تعكس اتساع ذهنيته ومستوى اطلاعه على فكر العصر ومقدرته الفائقة على الرد على المدارس الغربية للفكر المعاصر بأسلوب عملي تحليلي ليس له مثيل في الفكر الإسلامي المعاصر.

وقامت جهوده على أساس الاكتشاف لعمل النبوة والسير على منهجها الوضاء، وتقدم مؤلفاته الحل لقضية التجديد في العصر الحديث.

وقد درس بعمق قضية العصر الحديث التي يواجهها الإسلام، وعيّن بعمق نوعية الرد على هذه التحديات ووضع منهجية تفكير شرعية وعصرية لإحياء دين الله في الأرض، وبذلك يعد بحق من  صناع  التجديد في العصر الحديث.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى