متابعات

“هدم قباب المساجد وإزالة معالمها”.. إيغور يتحدثون عن “آخر انتهاكات الصين للمسلمين”

“هدم قباب المساجد وإزالة معالمها”.. إيغور يتحدثون عن “آخر انتهاكات الصين للمسلمين”

تواجه الصين انتقادات متصاعدة حول أوضاع مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ، أو تركستان الشرقية كما يفضلون تسميتها، بسبب ما تقوم به من حملات قمع وتعذيب، وذلك في محاولة منها لطمس الهوية الإيغورية بمختلف الطرق، كان آخرها إزالة قباب ما تبقى من جوامع في الإقليم وطمس العناصر الزخرفية التي تحمل الطابع العربي والإسلامي عليها.

ويطلق سكان الإقليم إسم تركستان الشرقية على أرضهم التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي، ولكن الصين بعد غزو المنطقة عام 1949 غيرت السلطات اسمها إلى شينجيانغ.

ويقع الإقليم في قلب آسيا. وتمر عنها طريق الحرير القديم، وكانت واحدة من المراكز التجارية الأكثر أهمية في العالم منذ أكثر من 2000 سنة، بحسب موقع مؤتمر الإيغور العالمي.

ولوحظت تغييرات صارخة في مسجد نانغوان في ينتشوان، عاصمة مقاطعة نينغشيا، حيث تعيش معظم الأقلية المسلمة في الصين، إذ تم تجريد المسجد من الزركشة الذهبية الدّالة على الطراز الإسلامي، والأقواس المزخرفة، فضلاً عن النص العربي الذي كان يزيّنه، بحسب ما أكده نشطاء الإيغور، لموقع “الحرة”.

وسبق لنائبة رئيس البعثة البريطانية في الصين، كريستينا سكوت، أنّ نشرت صوراً للمسجد الذي كتب اسمه باللغة الصينية وبات رمادياً، وذلك عبر حسابها على تويتر، إذ قالت في تغريدة لها إنّ “القباب، المآذن، ذهب كل شيء”.

كما تم إزالة القباب ذات الطراز الإسلامي والعناصر الزخرفية من المساجد في مقاطعة قانسو، ومدينة لينشيا الملقبة بـ “مكة الصغيرة” لتاريخها كمركز للإيمان والثقافة الإسلامية في الصين.

ويعد محو العناصر الزخرفية الإسلامية من المساجد، خطوة أخرى تتخذها السلطات الصينية في ظل حكم زعيم الحزب الشيوعي، شي جين بينغ، الذي تعهد بإضفاء الطابع الصيني على الدين.

كما استغلت السلطات الصينية، تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد لإبقاء العديد من المساجد مغلقة، بالرغم من مزاعم انتصارها على الوباء. كما أجبرت الإيغور على العمل القسري، في ظل انتشار الفيروس، لقاء أجور زهيدة.

وفق “الحرة” فقد اعتبر الناشط، محمد علي أنّ “الحكومة الصينية تعتمد على الخداع والكذب، إذ تتعمد هدم المساجد في المدن والقرى الصغيرة، بينما تبقي على تلك الموجودة في المدن الكبيرة والسياحية من أجل خداع العالم، فضلاً عن توظيف صحفيين ووسائل إعلام عربية لتعزيز فكرة واحدة مفادها أنّ الإسلام بخير في الصين”.

من جهته، أكّد الناشط الإيغوري، عبدالرحمن ابن محمد ساتوق، أنّ “ثلث الأماكن المقدسة في المنطقة، بما في ذلك القبور تم تدميرها بالكامل، في محاولة صينية لطمس هوية تركستان الشرقية”.

ووزع نشطاء الإيغور منشورا يقولون فيه إن السلطات الصينية هدمت ما يقارب 16 ألف مسجدا في الإقليم منذ 2017.

وقال ساتوق: “الانتهاكات التي تقوم بها الصين بحقنا كثيرة، من بيع الأعضاء، إلى معسكرات الاعتقال والتعذيب، إلى إجهاض النساء وتحديد النسل وغيرها”.

العمل في زمن الكورونا

وعن العمل القسري، أضاف ساتوق أنّ “فتاة عمرها 17 عاماً من مقاطعة شوفو، أجبرت على العمل في مصنع ملابس رغم إصابتها بفيروس كورونا، ناقلة العدوى للمئات”، فضلاً عن أنّ ظروف عمل النساء غير إنسانية في ظل انتشار الوباء، إذ لا تتخذ أي من التدابير الوقائية المتبعة عالمياً”.

كما اعتبر محمد علي أنّ “العمل القسري ازداد في السنوات الثلاثة الماضية، إذ ينقل الشباب والنساء إلى داخل الصين، لتجريد مناطقنا من أهلها، وتدمير هويتنا الوطنية والدينية”، مشيراً إلى أنّ “عدد الإيغوريين لا يقل عن 25 مليون على عكس مزاعم السلطات الصينية التي تقدرنا بـ 12 مليون فقط”.

وأضاف أنّ “الصين تستغل من الإيغور في الصناعة لقاء رواتب زهيدة، مرتكبة بحقهم أبشع الانتهاكات وواضعة جزء منهم في معتقلات تعذيب”، معرباً عن أسفه من “عدم القدرة على إحصاء العدد المرسل إلى داخل الصين، نتيجة القمع الحاصل بحقهم”.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصف، في كلمة له أمام أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا التي زارها الخميس الفائت، معاملة الصين لمسلمي الإيغور بأنها أكبر تهديد للحرية الدينية حول العالم.

وتقدمت مجموعة من النواب الأميركيين، يوم الأربعاء الفائت، بمشروع قرار يتهم الصين بارتكاب “إبادة جماعية” ضد الأقليات المسلمة في شينجيانغ.

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى