متابعات

د.بنكيران: 88% من المغاربة يرفضون الزنا لأنه حرام.. رد قوي على دعاة “الحريات الجنسية”

د.بنكيران: 88% من المغاربة يرفضون الزنا لأنه حرام.. رد قوي على دعاة “الحريات الجنسية”

أطلت جريدة الصباح في عدد اليوم بقرنيها المكسورة وهي تدعو بالويل والثبور؛ لأن 88% من المغاربة -حسب استطلاع L’Économiste- رفضوا الزنا واعتبروه حراما وكانوا ضد قرار تقنينه وجعله مباحا، وهي صدمة للفكر العلماني والحداثي لم يجد لها تفسيرا سوى تفسير واحد سنقف عنده.
وكانت الصدمة أقوى وأشد لما علم رواد الفكر الحداثي بالمغرب أن من الفئة المستهدفة في الاستطلاع كانت من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عام و24 عام ذكورا وإناثا، أي غير متزوجين.

لا تخفى دلالة هذه النسبة 88% مع نوعية الفئة المستهدفة لدى الأكادميين والباحثين في الدراسات المستقبيلة للشعوب والمجتمعات، وهي باختصار: أن المغرب في حاضره بلد مسلم، وفي مستقبله بلد مسلم، كما كان في ماضيه بلدا مسلما.
ومع دلالة هذه النسبة العريضة ونتائجها العلمية لم يبق لطالبي تقنين الحريات الجنسية الرضائية أي مشروعية ومصداقية، فلو كان الحداثيون المغاربة يحتكمون فعلا إلى الديمقراطية التي يدعون إليها، وإلى معيار أحقية الشعوب والمجتمعات في تقرير ما تؤمن به وتريده كما يزعمون لكان الواجب الحداثي يقتضي أن يتقدم هؤلاء الحداثيون؛
أن يتقدم البرلماني اليساري العلماني عمر بلافريج،
وأن يتقدم الباحث في الجماعات الإسلامية!! أبو حفص رفيقي،
وأن يتقدم أحمد عصيد الناشط الحقوقي الأمازيغي!!،
وأن تتقدم الناشطة الحقوقية صاحبة مقولة “باركا علينا من ثنائية حلال وحرام”،
وأن تتقدم النسوة القائلات “أنا حرة.. حرة في جسدي”،

وأن يتقدم الكثيرون من أصحاب هذا الفكر الحداثي باعتذار للشعب المغربي فيما صدر منهم نحوه، والذي يمكن أن نجمله في زعزة أمنه الروحي، وفرض إملاءات دخيلة على قيمه، وإلهائه عن الحقوق الحقيقية التي يجب المطالبة بها، والتكلم بلسانه كذبا وزورا..
نعم، يفترض وفقا للواجب الحداثي حسب أدبياتكم أيها الحداثيون أن تعتذروا، ولكن هل تفعلون ذلك!!؟
الشعب المغربي يعرف الجواب، يعرف أنكم لن تفعلوا ذلك، ولن تعتذروا له رغم ما صدر منكم من ظلم في حقه، لأنكم تنطلقون من منطق الاستعلاء والوصاية عليه، فهو شعب جاهل لا يعرف مصلحته ولا يحسن الاختيار، ويسيء توظيف الديمقراطية…
ولكن أنتم؛ الحداثيون الإباحيون، الشرذمة القليلة في المجتمع، أصحاب المطالبة بإباحة الخيانة الزوجية…، أنتم هم الأذكياء والعقلاء ولكم كل الحق في تقرير مصير هذا الشعب، هكذا هو قولكم ولسان حالكم.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

التفسير الوحيد الذي قدمه الفكر الحداثي لنتيجة الاستطلاع المذكور أعلاه هو أن المغاربة يحسنون رياضة الكذب والنفاق، هكذا ببساطة يصدر هذا الحكم الخطير على شعب بأكمله، فحُق لك أيها المغربي أن تشك في وطنية هؤلاء الحداثيين..
ولطالما بينا لهم فحش هذا الخطا الكبير في حق المغاربة المسلمين، الذين هم كباقي الناس، قد يضعفون ويقعون في المحرمات، ولكنهم يعتقدون أنها محرمات وعليهم التوبة والإستغفار والرجوع إلى الله، فيتوبون ويستغفرون وتصلح أحوالهم.
لطالما اخبرناهم أن النساء المغربيات غير المحجبات هن مسلمات وليس حداثيات إباحيات، وأنهن يؤمنّ بالحجاب ولكن غلب عليهن ما يغلب على الإنسان الذي خلقه ربه ضعيفا، وسيعدْن يوما إلى حجابهن وإلى ربهن.

لطالما حدثناهم أن الجموع الغفيرة التي تكون في صلاة التروايح في شهر رمضان ليسوا منافقين، وما صدر منهم ليس نفاقا وإنما هي أحوال الإيمان الذي يزيد وينقص في قلب المسلم..
وأخيرا، أقول إن الفكر الحداثي بالمغرب ، لولا الدعم الذي يلقاه من الخارج، لما سمع صوته، ولما راج في فكره في وسائل الإعلام، فإن المغاربة مهما يصدر منهم فإنهم مسلمون ويحبون الإسلام ويتشرفون بالانتماء إليه ويرغبون في الاحتكام إليه وتأطير حياتهم بشرعه.
فهل لجنة بنموسى المكلفة بالنموذج التنموي ستستجيب لقيم الشعب المغربي أم تنحاز إلى الفكر الحداثي؟؟؟
هذا سؤال ننتظر جوابه في قابل الأيام.

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى