أخبار ومتابعات

حملة لـ”مقاطعة المنتجات الهندية” تتصاعد عربيا لنصرة مسلمي آسام

حملة لـ”مقاطعة المنتجات الهندية” تتصاعد عربيا لنصرة مسلمي آسام

على خطى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية، أطلق نشطاء عرب ومسلمون حملة مقاطعة المنتجات الهندية، رداً على الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الهند خاصة في ولاية آسام والفظائع التي ارتكبتها السلطات الهندية ضدهم.

وتصدر وسم “مقاطعة المنتجات الهندية” قائمة الوسوم الأكثر تداولا في تويتر بعدة دول عربية وإسلامية، واشتعل الوسم بآلاف التغريدات المنددة بسياسات الحكومة الهندية العنصرية ضد المسلمين هناك.

وانطلقت الحملة بعد حادثة تهجير مسلمي ولاية آسام شمال شرقي الهند، والاعتداء عليهم والتنكيل بهم لاسيما مع انتشار لقطات مروعة لاعتداء الشرطة على أحدهم وإصابته بالرصاص وظهور مصور -اعتُقل لاحقًا- وهو يدوس جسد الرجل الجريح في مشهد موحش أشعل غضبًا عربيًا وإسلاميًا.

واستلهم مدشنو الحملة فكرتها بعد نجاح حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية التي استمرت لأشهر منذ أكتوبر من العام الماضي، بعد دفاع الرئيس إيمانويل ماكرون وسياسيين آخرين عن الرسوم المسيئة للنبي محمد بحجة حرية التعبير، وأُطلق على إثرها حملات إلكترونية لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية، وهي الدعوات التي قوبلت باستجابة غير مسبوقة، كما تصاعدت المواقف من المستوى الشعبي إلى إدانات رسمية صدرت من بعض الدول.

واعترفت باريس آنذاك بمدى تأثير حملات المقاطعة تلك على اقتصاد البلاد لاسيما مع اشتداد جائحة كورونا، وقالت رويترز في تقرير سابق إن مصالح فرنسا الاقتصادية باتت “على المحك” بعد تصاعد الدعوات في العالم الإسلامي لمقاطعة منتجاتها.

ويأمل الناشطون أن تنجح الحملة في دعم مسلمي الهند ومساندتهم عبر مقاطعة المنتجات الهندية التي تغزو الأسواق العربية والإسلامية والتي ستؤثر حتمًا على الاقتصاد الهندي في حال نجاح الحملة، كما أن العمالة الهندية تمثل أكثرية في معظم دول الخليج.

وكما حدث في حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، نشر ناشطون قوائم بأسماء البضائع الهندية والعلامات التجارية و”الباركود” الخاص بها وطالبوا بتداولها على نطاق واسع لإنجاح الحملة.

هذا وقد قال المغرد وسام العامري “آن الأوان لدعم المنتجات الباكستانية والأفغانية والبنغلاديشية والتركية والماليزية والأندونيسية و #مقاطعة_المنتجات_الهندية بصورة صارمة وحازمة لا تقبل الحياد والضعف والتذبذب والملل”

قال الداعية الاسلامي د. محمد الصغير “فكرة المقاطعة هي أقل درجات تغيير المنكر، ووسيلة الشعوب المقهورة التي لا تملك إلى الاعتراض والامتعاض، وهي أبسط مشاعر التضامن، حيث خذلتنا الحكومات في نصرة رسول اللهﷺ، أو الدفاع عن قضايا المسلمين، ومن هنا كانت #مقاطعة_المنتجات_الهندية أقل الواجب، بعدما رأينا #الهند_تقتل_المسلمين .”

قال المحلل السياسي تركي الشلهوب “نصرة لإخواننا المسلمين الذين يتعرضون للإبادة.. نُقاطع المنتجات الهندية”

وقال الأكاديمي الدكتور عبدالله العمادي “لأن #الهند_تقتل_المسلمين ولأننا كشعوب، وإن لم نكن نملك الأدوات السياسية والعسكرية للردع، فإن سلاح المقاطعة أثبت فعاليته، وعلى ذلك لندعم #مقاطعة_المنتجات_الهندية دعماً لاخواننا المضطهدين على يد متطرفي الهندوس بدعم رسمي واضح، ونذكّر كذلك بأهمية استمرار #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه334

وقال مرصد الأقليات المسلمة “أثبت المسلمون وبجداره أن مقاطعة المنتجات الاستهلاكية من أنجع الطرق لضرب العدو وقاطعنا فرنسا والحمد لله، ونحن نجني ثمار ذلك اليوم … اجعلوها قدوه، وقاطعوا بضائع الهند ..فنصره أخيك المسلم فرض عين”

وتابع “لما انطلقت مقاطعة #فرنسا، كانت فرنسا في أوج تكبرها وغطرستها وطعن ماكرون في نبينا ﷺ، وانظروا أين صارت فرنسا اليوم .. فلنقم بنفس الشيء مع #الهند (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) قم أنت بالخطوة الأولى، قاطع الهند ودعنا نرى قدر الله فيهم”

وكان قد انتشر مقطع فيديو صادم لأفراد من الشرطة الهندية وهم يطلقون الرصاص من مسافة قريبة على مسلم، ثم واصلوا ركل وضرب الرجل الجريح بالعصي والأقدام بمشاركة أحد المصورين الذي قفز فوق جسده وداسه بقدمه وهو راقد على الأرض لا يحرك ساكنًا.

وأعرب مدونون عرب ومسلمين من عدة دول عن استنكارهم الشديد للحادث ودشن ناشطون وسمي (الهند تقتل المسلمين) و(مسلمي الهند يبادون)، للتنديد بالتعامل العنيف للسلطات الهندية إزاء المسلمين خلال عملية تهجير الآلاف منهم في ولاية آسام وإزالة مساكنهم بحجة أنها مقامة على أرض مملوكة للدولة.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن شخصين قُتلا في إطلاق نار من قبل الشرطة أثناء اعتراض حشد كبير على تنفيذ حملة إخلاء ضخمة في قرية جوروخوتي في منطقة دارانج في ولاية أسام صباح الخميس.

ودفع الحادث حكومة ولاية آسام إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق قضائي في الأسباب والظروف التي أدت إلى إطلاق الشرطة النار لكنها أكدت في الوقت ذاته على أن حملة الإخلاء ستستمر.

ولا تزال حكومة ناريندرا مودي تواجه اتهامات باضطهاد المسلمين في الهند وممارسة التمييز بحقهم، وأثار الفيديو غضبًا عارمًا على منصات التواصل.

وأصبح العنف ضد المسلمين والأقليات الأخرى يتكرر في الهند ويشتد، مع ازدياد وتيرة خطابات الكراهية ضد المسلمين والأقليات في البلاد خلال السنوات الأخيرة مع تولي حزب (بهاراتيا جاناتا) الحاكم السلطة عام 2014.

ويشكل المسلمون نصف عدد السكان في شبه القارة الهندية، وفق الباحث والمؤرخ موسى الصفدي، فتلك المنطقة من العالم تحوي 40% من المسلمين، والهند وحدها بها نحو 300 مليون مسلم وفق إحصاءات رسمية بينما تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن عددهم يتخطى الـ 500 مليون.

وبحسب الصفدي، فقد أصبح المسلمون في الهند أقلية بعد انفصال باكستان وبنغلادش عنها، إضافة إلى عمليات التطهير العرقي التي قضت على ملايين المسلمين، وهجَّرت ملايين آخرين.

المصدر: مجلة المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى