تقارير المنتدىتقارير وإضاءات

تقرير حصري لمنتدى العلماء | الحوثي ومناهج التعليم الطائفية في اليمن

تقرير حصري لمنتدى العلماء

الحوثي ومناهج التعليم الطائفية في اليمن

 

(خاص بالمنتدى)

 

تعرضت وما زالت تتعرض العملية التعليمية في المناطق اليمنية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة إيرانيًا، إلى سلسلة من الانتهاكات، والتسييس الممنهج، والتغيير في المحتوى، مما يجدر وصفه بـ “لتفخيخ عقول الأجيال بأفكار إرهابية طائفية”.

لم يعد الأمر مقتصراً على فعاليات أنشطة يجري تنفيذها في المراكز الصيفية التابعة للحوثيين، بل توجهت المليشيا الحوثية إلى تغييرات جوهرية في محتوى المنهج الدراسي العام، وتوجيه النصوص التي يتلقاها ملايين الطلاب اليمنيين بشكل يخدم عقيدتها وفكرها المنحرفين.

تفخيخ عقول الأجيال

ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية -وما زالت- منذ استيلائها على السلطة في اليمن أواخر العام 2014م، سلسلة من الانتهاكات والجرائم، لعل أهمها وأخطرها تلك المتعلقة بالمناهج التربوية والتعليمية، حيث عمد الحوثيون إلى تفخيخ المناهج التعليمية بأفكار طائفية وسلالية من خلال تحريف المحتوى الديني والتاريخي وحتى المحتوى الوطني للكتب المدرسية التعليمية في اليمن.

السلالة المقدسة

إن توجه الحوثيين إلى هذا التغيير في المناهج التعليمية، وما يسبب به هذا التوجه من تدمير للمنظومة التعليمية، هدفه تنشئة الجيل يمني جديد جاهل ومعبأ بالكراهية للمخالفين من جهة، ومتشرّب بمعاني التقديس للسلالة الحوثية المجرمة المنحرفة من جهة أخرى.

لقد تجسّدت هذه التغييرات في مناهج التعليم اليمنية في عدّة صور، منها:

  • تغيير واسع في المناهج الدراسية وفق التوجهات الفكرية والسياسية الحوثية.
  • تغيير وقائع التاريخ وتسييس الروايات التاريخية.
  • تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في اتجاه تقديس السلالة الحوثية دينياً من جهة، وتكفير المخالفين لهم من جهة أخرى.
  • دروس تحريضية ضد قوى محلية ودولية وتخللها دعوات للقتال بصفوف الميليشيات الحوثية تحت مسمى “الجهاد”.
  • استبدال القصص التي تتحدث عن شخصيات إسلامية تاريخية مثل عمر بن عبدالعزيز، وعمر المختار، وغيرهم بقصص تتحدث عن القيادي الحوثي صالح الصماد، الذي قُتل في أبريل/نيسان 2018.
  • توزيع مؤلفات مؤسس الجماعة، الهالك حسين بدر الدين الحوثي بحيث تصبح تعاليم الحوثيين هي المنهج الدراسي الرئيسي.

تغيير المناهج ونتائجه الكارثية

أظهرت نتائج دراسة قامت بها نقابة المعلمين اليمنيين، انطلاقاً من التوجيه السياسي والعسكري الحوثي للمناهج التعليمية، أن تحريف المنهج الدراسي اليمني في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الإرهابية، سيكون له نتائج كارثية تتمثل في:

  • الفوضى العارمة التي ستتولد نتيجة الكم الهائل من الجهل والانحراف الفكري والنفسي المعبأ بشحنات الكراهية في نفوس الجيل المتعلّم.
  • إنتاج جيل مرتبط نفسياً ووجدانياً وعقائدياً بالسلالة الحوثية المجرمة المنحرفة، وأن ولاء هذا الجيل تجاه هذه السلالة سيكون مقدّماً على أي ولاء آخر.

انحراف عقائدي

إن أخطر ما ينتج عن عبث الحوثيين بالمناهج التعليمية، هو الانحراف العقدي الذي يصدّرونه إلى الشعب اليمني من خلال تلك المناهج المحرّفة.

ومن صور هذا الانحراف العقدي على سبيل المثال لا الحصر:

  • توصيف زعيم الجماعة الحوثية ”حسين بدر الدين الحوثي” بـ “النبي”، وذلك بحسب ما ظهر بدرس في مادة اللغة العربية للصف الخامس.
  • في أحد مناهج التعليم في المراحل الابتدائية، وتحديداً في دروس تفسير القرآن الكريم، فسّر الحوثيون الآية القرآنية “صراط الذين أنعمت عليهم”.. بقولها بأنه: “طريق المهتدين، كالأنبياء، وأعلام الهدى” في إشارة منها إلى زعمائها وقادتها.

الدوران في فَلَكِ إيران 

إن تحريفات المناهج الدراسية اليمنية التي يقوم بها الحوثيون ما هي في الحقيقة إلا دوران في فَلَك “الولي الفقيه” في إيران، وقد سبق العراق اليمن في ذلك، حيث قامت الحكومة الطائفية -إيرانية الولاء- في العراق بتغييرات واسعة في المناهج التربوية والتعليمية العراقية، لفرض نظام تعليمي يسير وفق فكر وعقيدة “ولاية الفقيه”، وفي الحالة اليمنية فإن ذلك المسار يخدم مسألة حصر الحكم والولاية في الحوثي وسلالته دون غيرهم.

الهوية السنيّة في اليمن في خطر

لا يخفى ما في هذا التحريف والتغيير الصارخ والممنهج لمناهج التعليم في اليمن من خطورة بالغة وكارثة وجودية على الهوية السنيّة في اليمن، فضلاً عن خطورة اندثار تاريخ وثقافة المجتمع اليمني.

ولمعرفة الخطورة بما يتعلّق بهذا الجانب، يوضّح المسؤول الإعلامي في نقابة المعلمين اليمنيين، يحيى اليناعي، أن مجمل التغييرات في منهج عامي 2016 و2017م، حملت بعدا فكريا متحيزا يهدف إلى تكريس العنصرية وأفضلية الحوثي سلاليا على سائر المواطنين اليمنيين، ومحاولة اقناع الطلبة بأن “السلطة والحكم” حق إلهي حصري وهبه الله للمنتسبين للحوثي وسلالته ولما يسمون بآل البيت؛ وهو ما يعني في النهاية إلغاءً كاملاً لحقوق الإنسان اليمني.

وبحسب اليناعي فإن محتوى التغييرات يركز على إقناع الطلبة بأن الهوية الإسلامية مرتبطة أساساً بأن يكون الإنسان معتنقاً بفكر “الحوثي_الخميني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى