متابعات

بيان حول الهجوم على الأقصى وإغلاق قبة الصخرة

بيان حول الهجوم على الأقصى وإغلاق قبة الصخرة

بسم الله الرحمن الرحيم

{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صدور قَوْمٍ ‏مُّؤْمِنِينَ} التوبة:14‏

بيان حول الهجوم الصّهيوني على المسجد الأقصى المبارك وإغلاق مسجد قبّة ‏الصّخرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن ‏تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:‏

فقد أقدمت قوّات الاحتلال الصّهيوني اليوم على جريمةٍ بالغة الخطورة، حيث اقتحمت ‏المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرةٍ من الجنود، وقامت بإغلاق مسجد قبّة الصّخرة، ‏ومنعت إقامة صلاة الظّهر فيه، وذلك في محاولة واضحة لفرض معادلة جديدةٍ بالغة ‏الخطورة في المسجد الأقصى، وفرض تقسيمه مكانيًّا وزمانيًّا بقوّة الإجرام.‏

وإنَّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذا العدوان الإجراميّ نؤكّد على الآتي:‏

أوّلًا: نؤكّد على أنّنا لسنا أمام اقتحام كسابقاته من الاقتحامات الإجراميّة، بل إنّنا ‏أمام جريمةٍ متقدّمة بالغة الخطورة؛ حيث يمثّل اقتحام اليوم انتقال الإجرام الصّهيوني من ‏التّحكّم بالدّخول إلى المسجد الأقصى المبارك والخروج منه إلى تجزئة المسجد الأقصى ‏المبارك عمليًّا والتحكم بأجزائه التفصيليّة، وهذا تطوّر إجراميّ غير مسبوقٍ وينذرُ بشرٍّ ‏مستطير.‏

ثانيًا: إنّ إغلاق مسجد قبّة الصّخرة يرادُ منه ترسيخ ما يريده العدوّ الصّهيونيّ بأنَّ ‏المسجد الأقصى المبارك لم يعد وحدةً واحدة، ومحاولة تكريس تجزئة المسجد الأقصى ‏والتّعامل مع أجزائه ومرافقه على أنّها وحداتٌ منفصلة، وهذه الجريمة توجب على الأمّة ‏أن تستنفر بكلّ ما تملك للوقوف في وجه السّعي الصّهيوني في خراب الأقصى، قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ ‏أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ ‏عَظِيمٌ” البقرة:114‏

ثالثًا: إنَّ العمل الجهاديّ بوسائله وأشكاله كافةً يجب تفعيله اليوم على كلّ قادرٍ من ‏أبناء شعبنا الفلسطينيّ وفصائله المقاومة، وهو السّبيل إلى نصرة الأقصى والمقدّسات ‏وردّ العدوان الصّهيوني عنها، قال تعالى: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ ‏‏أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ ‏‏لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن ‏‏يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” الحج: 39-40‏

رابعًا: تؤكّد الهيئة على أنَّ ما تقوم به السلطة الفلسطينيّة من تكريس جهدها لملاحقة ‏أهلنا المجاهدين في الضّفة الغربيّة، ومحاصرة أهلنا في قطاع غزّة والتّضييق عليهم يصبّ ‏في تسهيل تمرير هذه الجريمة الصّهيونيّة والتّشجيع عليها، وإنّ استمرار السّلطة ‏الفلسطينيّة ورئيسها في هذا السّلوك يجعلها في صفّ العدوّ الصّهيوني وفي مواجهة أبناء ‏شعبنا وسيعود بالوبال عليه وعليها في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا ‏دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ ‏نَادِمِينَ” المائدة: 52‏

خامسًا: ندعو علماء الأمّة _مؤسساتٍ وأفرادًا_ إلى التّحرّك العاجل وتحريك شعوب ‏الأمّة لنصرة مسرى رسول الله _صلى الله عليه وسلّم_ بكلّ قوّة، وحشد الطاقات في ‏مواجهة هذه الجريمة الكبيرة.‏

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون

                                                                                                                                                                                             هيئة علماء فلسطين في الخارج

7/جمادى الأولى/1440هـ

14/1/2019م

(المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى